للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ. . . . .

ــ

بتأويل: بيت المكان المقدس، وقد يقال: البيت القدس، سمي به لأنه مكان يتقدس ويتطهر فيه من الذنوب.

وقوله: (ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم) في (النهاية) (١): الموتان بوزن البطلان: الموت الكثير الوقوع، وفي (القاموس) (٢): موتان بالضم: موت يقع في الماشية ويفتح، وكأن المراد به ما وقع في زمن عمر -رضي اللَّه عنه-، ويسمى طاعون عمواس، وعمواس قرية من قرى بيت المقدس كان معسكر المسلمين حينئذ، قالوا: مات في ثلاثة أيام سبعون ألفًا من المسلمين، و (قعاص) بضم الفاف آخره صاد: داء في الغنم لا يُلبثها أن تموت، وداء في الصدر كأنه يكسر العنق.

وقوله: (فيظل ساخطًا) أصل (ظل) اقتران مضمون الخبر بالنهار، فمعنى ظل زيد سائرًا: أنه ثبت له ذلك في جميع نهاره، ويجيء بمعنى صار، والظاهر أن المراد هنا هذا المعنى، أي: يصير ساخطًا؛ استقلالًا للمال المذكور، وتحقيرًا له لكثرة المال عنده.

وقوله: (بينكم وبين بني الأصفر) المراد بهم الروم، وسمي الروم بني الأصفر؛ لأن أباهم الأول -وهو روم بن عيصو بن إسحاق- كان أصفر في بياض، كذا في (النهاية) (٣)، وقيل: لأن جدهم روم بن عيص تزوج بنت ملك حبشة، فجاء ولده بين


(١) "النهاية" (٤/ ٣٧٠).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١٤٨).
(٣) "النهاية" (٣/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>