للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَيهِ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ. . . . .

ــ

وقوله: (فيخسف) على صيغة المجهول، و (البيداء): الفلاة، واسم موضع بين الحرمين، وهذه هي فتنة إمارة السفياني إحدى علامات خروج المهدي، وقد وردت فيه الأحاديث كثيرة متواترة المعنى، منها: ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بيضاء، يخرج من ناحية مدينة دمشق) (١)، و (عامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تَلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جندًا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم)، أخرجه أبو عبد اللَّه الحاكم في (مستدركه) (٢)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه، كذا في رسالة الشيخ العارف باللَّه علي بن حسام الدين المتقي.

وقوله: (أتاه أبدال الشام) الأبدال جمع بدل بفتح الدال وكسرها، وبديل كأمير: الخلف من الشيء، والأبدال: قوم بهم يقيم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الأرض، وهم سبعون: أربعون بالشام وثلاثون بغيرها، لا يموت أحدهم إلا قام مكانه آخر من سائر الناس، كذا في (القاموس) (٣).


(١) أخرجه أبو نعيم في "الفتن" (٨١٢).
(٢) "المستدرك" (٤/ ٥٦٥).
(٣) "القاموس المحيط" (ص: ٨٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>