للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ،

ــ

وقال الحافظ السيوطي في تعليقه على أبي داود: لم يرو في الكتب الستة ذكر الأبدال إلا في هذا الحديث عند أبي داود، وأخرجه الحاكم وصححه، والأبدال قوم بهم يقيم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الأرض، وهم سبعون: أربعون بالشام وثلاثون بغيرها، وذكر السيوطي في (جمع الجوامع) من غير الكتب الستة في أكثرها عدد الأربعين وفي بعضها ثلاثون، وذكر أيضًا من حديث ابن أبي الدنيا في (كتاب الأولياء) والخلال عن علي -رضي اللَّه عنه-: الأبدال ستون رجلًا، ليسوا بالمتنطعين ولا بالمبتدعين، ولا بالمتعمقين ولا بالمعجبين، لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاة ولا صيام ولا صدقة، ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب والنصيحة لأئمتهم -وفي رواية ابن عساكر عن أنس -رضي اللَّه عنه-: وسلامة الصدر ونصيحة المسلمين- إنهم يا علي في أمتي أقل من الكبريت الأحمر، وذكر عن الديلمي في (مسند الفردوس) عن معاذ: ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال: الرضاء بالقضاء، والصبر عن محارم اللَّه تعالى، والغضب في ذات اللَّه تعالى (١)، وفي كلام بعض الصوفية بسطة في ذلك.

وقوله: (وعصائب أهل العراق) قال في (القاموس) (٢): العصبة بالضم من الرجال والخيل والطير: ما بين العشرة إلى الأربعين، كالعصابة بالكسر، وعصب القوم محركة: خيارهم، والمراد بالعصائب أيضًا طائفة من الرجال مسماة بها كالأبدال، كما في خبر علي -رضي اللَّه عنه-: الأبدال بالشام، والنجباء بمصر، والعصائب بالعراق، وقيل: المراد خيار الناس وزهادهم.

وقوله: (ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب) اسم قبيلة، دحية الكلبي منها،


(١) انظر: "كنز العمال" (١٢/ ١٨٩)، و"كتاب الأولياء" (ص: ١٢).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>