للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ". قَالَ: "فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا،

ــ

وأما الأقوال الضعيفة فما قيل: {مَا تَقَدَّمَ}: من ذنب أبويك آدم وحواء عليهما السلام، {وَمَا تَأَخَّرَ}: من ذنوب أمتك، وهو ضعيف؛ لأن آدم عليه السلام نبي معصوم وما ينسب إليه ذنب فهو يحتاج إلى تأويل، وأيضًا ذنب الغير لا يضاف إلى غير من صدر عنه بكاف الخطاب، وذنوب الأمة لم تغفر بل منهم من لا يغفر له، وقيل: المراد أنك بحال لو كان لك ذنوب ماضية ومستقبلة يغفرها لك جميعها، وقيل: المراد ما كان عن سهو وغفلة وتأويل، حكاه الطبري، واختاره القشيري، وقال مكي: مخاطبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هنا هي مخاطبة لأمته، واللَّه أعلم.

وقوله: (فأستأذن على ربي في داره) أي: في الدخول في دار ربي، والإضافة للتشريف، والمراد المقام الخاص الذي لا يدخله أحد غيره، ويرفع فيه الحجاب، وقيل: ذلك تحت عرشه تعالى كما يأتي في حديث أبي هريرة.

وقوله: (وسل تعطه) يحتمل أن يكون هاء السكت وأن يرجع إلى المفعول المحذوف.

وقوله: (فيحد لي حدًّا) أي: يحد اللَّه تعالى حدًّا، ولا يجوز أن يكون على صيغة المجهول فيكون مسندًا إلى المصدر، أي: يوقع الحد، و (حدًّا) منصوب مفعول مطلق، ومعنى التحديد أن تعين طائفة من العصاة بالاستشفاع فيهم، مثل تاركي الصلاة، أو مرتكبي الزنا، أو شاربي الخمر مثلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>