الجنب بسكونها، والْجَنْبُ والجانب والجَنَبَة: شِقُّ الإنسان وغيره، كذا في (القاموس)(١)، أي: ناحيتيه للمحاجة للأمين والواصل، وعلى الخائن والقاطع، وذلك بأن يُمثلا على صورتين، أو هو كناية عن عظم شأنهما وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقهما.
٥٥٧٧ - [١٢](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (وقال عيسى)(قال) هنا بمعنى القول مصدرًا عطفًا على قول اللَّه.
وقوله:({إِنَّهُنَّ}) أي: الأصنام ({أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}) آخر الآية: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وآخر قوله:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، ومعنى الشفاعة إنما يفهم من آخر الآيتين، والحاصل أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر شفاعة هذين النبيين المكرمين لأمتهما، فذكر أمته ورقّ وشفع لهم، وشتان ما بين الشفاعتين، فإن شفاعتهما بصيغة الشرط والتردد، وشفاعته بالجزم والقطع، وذلك لغاية جاهه وعزته ومكانته عند ربه عزَّ وجلَّ، ولا يخفى ما في جوابه تعالى له من التقرير والتأكيد، وما في