للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُخْرِجُونهمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الجنَّةِ والنارِ وَهُوَ آخرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! اصْرِفْ وَجْهِي عَن النَّار قَد قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا. . . . .

ــ

وقوله: (أمر الملائكة) إما بعد شفاعتهم، أو شفاعة الأنبياء والرسل، أو شفاعة المؤمنين.

وقوله: (إلا أثر السجود) أي: موضع أثر السجود، والمراد الجنس، فيشمل جميع أعضاء السجود، والتخصيص بالجبهة لا وجه له إلا باعتبار المواجهة أو شرفه.

وقوله: (فيصب عليهم ماء الحياة) لا منافاة بينه وبين ما ورد: (أنهم يدخلون في نهر الحياة)، فيجوز أن يكون الصب بإلقائهم في نهرها.

وقوله: (وقد قشبني) القشب: الخلط، وسقي السم، والإصابة بالمكروه المستقذر، وقشبني ريحه: آذاني، وقال في (المشارق) (١): معناه سَمَّنَي وآذاني، والقشب: السم، ويقال: قشبه الدخان: إذا ملأ خياشيمه.

وقوله: (وأحرقني ذكاؤها) في (المشارق) (٢): أي شدة حرها والتهابها، كذا هو بفتح الدال ممدودًا عند الرواة، والمعروف في شدة حر النار القصر، إلا أن أبا حنيفة


(١) "مشارق الأنوار" (٢/ ٣٢٦).
(٢) "مشارق الأنوار" (١/ ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>