للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَقُولُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَفْعَلْ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَيَقُول: لَا وَعِزَّتِكَ، فيُعطِي اللَّهَ مَا شاءَ اللَّهُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فإِذا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَأى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ! قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تبَارَكَ وَتَعَالَى: أَلَيْسَ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! لَا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ. فَيَقُولُ: فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ. . . . .

ــ

ذكر فيه المد، وخطأه فيه علي بن حمزة في ردوده، يقال منه: ذكت النار تذكو ذكًا وذكوًا، ومنه: ذكا الطيب: انتشار ريحه، وأما الذكاء ممدودًا فتمام السن وذكاء القلب، انتهى. وفي (القاموس) (١): ذكت النار ذُكُوًّا [ذكًا]، وذكاء بالمد عن الزمخشري، واستذكت: اشتد لهبها.

وقوله: (هل عسيت) معنى الرجاء راجع إلى المخاطب كالترجي في: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة: ٧٣].

وقوله: (فيعطي اللَّه) فاعله ضمير الرجل، (فإذا أقبل به على الجنة) لعل الباء للتعدية، أي: أقبله اللَّه تعالى.

وقوله: (لا أكون أشقى خلقك) بأن أكون خارج الجنة، والمؤمنون فيها، فلا أقل من أن أكون عند بابها، والشقا: الشدة والعُسْر، ويمد، كذا في (القاموس) (٢).

وقوله: (فما عسيت) (ما) استفهامية، و (أعطيت) بلفظ المجهول.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١١٨١).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>