للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ،

ــ

وقال الطيبي (١): يحتمل أن يكون المراد بوضع الأجنحة كفها عن الطيران والنزول لسماع العلم كما ورد: (إلا ونزلت عليهم السكينة وحفّت بهم الملائكة)، ثم إنه يحتمل أن يكون هذا الصنع من الملائكة لطالب العلم في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما، واللَّه أعلم، والكلام في أجنحة الملائكة أهي حقيقة أو المراد بها القوى الملكية؟ مذكور في موضعه.

وقوله: (رضا لطالب العلم) الظاهر أنه مفعول له (لتضع)، وقد يجيء منصوبًا وإن لم يكن فعلًا لفاعل الفعل المعلل به نحو قوله تعالى: {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} (٢) [الرعد: ١٢]، والمشترطون لذلك يأولونه بنحو إرادة خوف وطمع أو إخافة وإطماعًا، فههنا أيضًا يقدر إرادة رضًا أو يأول بإرضاء، هكذا قال الطيبي (٣). هذا إذا كان المراد رضا طالب العلم، وأما إن كان المراد رضا الملائكة فلا حاجة إلى التأويل، ويكون من قبيل: قعدت من الحرب جبنًا، هذا، ويجوز أن يكون تمييزًا، فتأمل.


= مَاجِنٌ مُتَّهَمٌ فِي دِينِهِ فَقَالَ: ارْفَعُوا أَرْجُلَكُمْ عَنْ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ لَا تَكْسِرُوهَا كَالْمُسْتَهْزِئِ بِالْحَدِيثِ، فَمَا زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى حَفَتْ رِجْلَاهُ وَسَقَطَ إِلَى الأَرْضِ، اهـ. "مرقاة المفاتيح" (١/ ٢٩٦).
(١) "شرح الطيبي" (١/ ٣٧٢).
(٢) أي: خَوْفًا من الصاعقة ومن ضرر المطر في السفر وللزرع في بعض الأحيان وبعض الأمكنة، وَطَمَعًا من الغيث حين ينفع للزرع أو لدفع الحر -وانتصابهما على العلة بتقدير المضاف أي: إرادة خوف أو طمع- أو بتأويل الإخافة والأطماع -أو على الحال من البرق- أو من المخاطبين بتقدير ذو -أو إطلاق المصدر بمعنى المفعول أو الفاعل مبالغة. "التفسير المظهري" (٥/ ٢٢٣).
(٣) "شرح الطيبي" (١/ ٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>