للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٤٧ - [٩] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ،

ــ

٥٧٤٧ - [٩] (جابر) قوله: (نصرت بالرعب) أي: نصرني اللَّه تعالى بإلقاء خوف في قلوب أعدائي من مسيرة شهر بيني وبينهم، ولعلك يخطر ببالك أنه قد يقع من بعض الملوك والسلاطين الرعب في قلوب الأعداء أكثر من ذلك؟ قلت: والمراد: النصر بالرعب، لا الرعب نفسه، على أن التخصيص هنا بالنسبة إلى الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين، وأما أمر الجبابرة فأمر آخر، وشيء ليس مبحوثًا عنه ومنظورًا إليه.

وقوله: (وجعلت لي الأرض مسجدًا) والمشهور في معناه إباحة الصلاة لهذه الأمة حيث أدركتهم الصلاة من الأرض، وعدم إباحتها للأمم الماضية إلا في كنائسهم، وقيل: المراد أنهم كانوا لا يصلون إلا فيما تيقنوا طهارته من الأرض، وخصصنا بجواز الصلاة في جميع الأرض إلا فيما تيقنا بنجاسته.

وقوله: (فأيّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) الظاهر أنه متفرع على جعله مسجدًا، إلا أن يراد: أدركته الصلاة ولم يجد الماء فليصل ثمة بالتيمم، فيكون متفرعًا على كلا الخصلتين.

وقوله: (ولم تحل لأحد قبلي) قيل: إذا غنم من قبلنا من الأمم الحيوانات يكون ملكًا للغانمين دون الأنبياء، فخص نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- بأخذ الخمس والصفي، وإذا غنموا غير الحيوانات جمعوه فتأتي نار فتحرقه، كذا في بعض الشروح.

وقوله: (وأعطيت الشفاعة) أي: الشفاعة العظمى العامة لجميع محال الشفاعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>