للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٣٥، م: ٥٢١].

٥٧٤٨ - [١٠] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءَ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا،

ــ

كما مر في (باب الشفاعة)، أو المراد فتح باب الشفاعة.

٥٧٤٨ - [١٠] (أبو هريرة) قوله: (فضلت) بلفظ المجهول من التفضيل.

وقوله: (بست) يحتمل أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أوحي إليه التفضيل أولًا بخمس فأخبر بذلك، ثم زيد، ويحتمل أن يكون الراوي قد ترك السادس في حديث جابر نسيانًا أو بشيء آخر يتعلق به الغرض، والكرماني يقول في أمثال هذه المواضع: إن الزائد من العدد لا ينافي الأقل، والحق أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد خص بفضائل كثيرة لا تعد ولا تحصى، ذكر في كل موضع ما اتفق ذكره، ولم يقصد الحصر.

وقوله: (جوامع الكلم) أي: الكلم التي هي جامعة في المعنى للكلمات الكثيرة، إطلاقا للكلمة على الكلام، فإنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يتكلم بكلام يشتمل بإيجازه على كثير من المعاني، وهذا من خواص الحضرة الخاتمية المحمدية كقوله: (إنما الأعمال بالنيات).

وقوله: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). وقوله: (الدين النصيحة)، وأمثال ذلك، ومنه جوامع الدعاء، وقد تصدى بعض العلماء لجمع أمثال هذه الأحاديث، وهي غير محصورة، وقيل: يعني به القرآن، جمع اللَّه تعالى فيه معاني كثيرة في ألفاظ يسيرة، والمعنى الأول أظهر، ويؤيده ما زيد في رواية: (اختصر لي الكلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>