للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٥٤ - [٣] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٨٦٨، م: ٢٨٠٢].

ــ

٥٨٥٤ - [٣] (أنس) قوله: (شقتين) بكسر، أي: نصفين، وعند مسلم: فأراهم انشقاق القمر مرتين، وكذا في (مصنف عبد الرزاق) عن معمر بلفظ: مرتين، واتفقت رواية الشيخين بلفظ: فرقتين، وفي رواية: فلقتين، وفي حديث جبير: انشق القمر باثنتين، وفي رواية أبي نعيم في (الدلائل): فصار قمرين، فيكون المراد بقوله: مرتين فرقتين جمعًا بين الدلائل، ولم يجزم أحد من علماء الحديث بتعدد وقوع الانشقاق منه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كذا قالوا. و (الحراء) جبل معروف بمكة، وقد عرف ضبطه في (باب بدء الوحي).

اعلم أن انشقاق القمر قد وقع لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد أجمع المفسرون على وقوعه، فإن كفار قريش لما كذبوه طلبوا منه آية تدل على صدقه في دعواه، فأعطاه اللَّه تعالى هذه الآية العظيمة التي لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء عليهم السلام لظهورها في ملكوت السموات خارجًا عن جملة طباع ما في هذا العالم، فلذلك صار برهانه به أظهر وأبهر، وعن ابن عباس قال: لما اجتمع المشركون إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل ونظراؤهم فقالوا [للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-] إن كنت صادقًا فشق لنا القمر فرقتين، فسأل ربه فانشق، وابن عباس إن لم يشاهد القصة لكنه حمله عن ابن مسعود، ففي حديث ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فرقتين، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (اشهدوا) (١).


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٤٨٦٤)، ومسلم في "صحيحه" (٢٨٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>