للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقال ابن عبد البر: قد روي حديث انشقاق القمر عن جماعة كثيرة من الصحابة، وروى ذلك عنهم أمثالهم من التابعين، ثم نقله عنهم الجم الغفير إلى أن انتهى إلينا وتأيد بالآية الكريمة. وقال العلامة ابن السبكي في (شرحه لمختصر ابن الحاجب): والصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر منصوص عليه في القرآن، مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة بحيث لا يمترى في تواتره، كذا نقل في (المواهب) (١).

وقوله: منصوص عليه في القرآن المراد به قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} الآية [القمر: ١]، والمراد وقوع انشقاقه بدليل قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: ٢]؛ لأن الكفار لا يقولون ذلك يوم القيامة، وعند الإمام أحمد: انشق القمر على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فرقتين: فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد، وفي حديث ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال كفار قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة، قال: فقالوا: انتظروا ما يأتيكم بالسفار، فإن محمدًا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم. قال: فجاء السفار فأخبروهم بذلك.

وقال في (المواهب) (٢): وقد يذكر بعض القصاص: أن القمر دخل في جيب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وخرج من كمه، وقد حكاه الشيخ بدر الدين الزركشي عن شيخه العماد بن كثير، انتهى.

وقد أنكر هذه المعجزة جماعة من المبتدعة المتفلسة متمسكين بأن الخرق


(١) "المواهب اللدنية" (٢/ ٥٢٢).
(٢) "المواهب اللدنية" (٢/ ٥٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>