٥٨٥٦ - [٥](أبو هريرة) قوله: (هل يعفر محمد وجهه) في التراب، التعفير: تتريب الوجه، عفر وجهه في التراب: مرّغه فيه، كناية عن السجدة، و (اللات) اسم صنم لثقيف بالطائف، و (العزى) اسم شجرة كانت لغطفان يعبدونها.
وقوله:(زعم) حال من فاعل (أتى)، أي: طمع وأراد، ونقل الطيبي (١) من (أساس البلاغة): أن من المجاز: زعم فلان في غير مزعم، أي: طمع في غير مطمع.
وقوله:(ليطأ) بكسر اللام ونصب الفعل بتقدير (أن)، وفي بعض النسخ بفتح اللام ورفع الفعل.
وقوله:(فما فجئهم) بلفظ الماضي بكسر الجيم من باب علم.
و(ينكص) بضم الكاف وبكسرها، أي: يرجع القهقرى ومشى على مؤخر قدميه، وأعرب الطيبي هذا التركيب بوجهين: أحدهما: أن قوله: (إلا وهو ينكص) سد مسد الفاعل كما سد مسد الخبر في قوله: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، فمعناه ما فجئ أصحاب أبي جهل من أمر أبي جهل إلا نكوص عقبيه، وثانيهما: أن الضمير في فجئ راجع إلى أبي جهل، وفي (منه) إلى الأمر، أي: ما فجئ أبو جهل أصحابه كائنًا من أمره على حال من الأحوال إلا هذه الحال، فافهم.