للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرٍ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، قَالَ: هَذَا سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، قُلْتُ: مَا هَذَانِ يَا جِبْرَئِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ،

ــ

والنبق حمل السدر بفتح النون وكسرها وسكون الموحدة وككتف، واحدته بهاء.

وقوله: (قلال) بالكسر جمع قلة بالضم، وهي الجرة، و (هجر) بفتحتين اسم موضع يصنع فيه القلال كثيرًا، وسبق في (كتاب الطهارة). و (الفيلة) بكسر الفاء وفتح التحتانية جمع الفيل، وهذا تمثيل على قدر فهم الناس، وليس على حقيقته، فقد ورد في بعض الروايات: (فإذا كل ورقة منها تغطي هذه الأمة) (١)، ويدل هذا الحديث أن السدرة في السماء السابعة، وهو الصحيح المشهور الأكثر رواية، ووقع في بعض الروايات أنها في السماء السادسة، وقالوا في وجه الجمع: بأن أصولها في السادسة وفروعها في السابعة، واللَّه أعلم.

وقوله: (نهران باطنان) أي: يجريان في الجنة ولا يخرجان منها، نقل الطيبي (٢) أنهما السلسبيل والكوثر، وفي (شرح ابن الملك) (٣): يقال لأحدهما: الكوثر، وللآخر: نهر الرحمة، وإنما قال: باطنان لخفاء أمرهما فلا تهتدي العقول إلى وصفهما، أو لأنهما مخفيان عن أبصار الناظرين فلا يريان حتى يَصُبَّا في الجنة، انتهى.

وأما الظاهران فالنيل والفرات، الحديث يدل على أن النيل وهو نهر مصر، والفرات


(١) أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص: ١٤٣).
(٢) "شرح الطيبي" (١١/ ٨٧).
(٣) "شرح مصابيح السنة" (٦/ ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>