للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٣٤٢، م: ١٦٣].

ــ

وقوله: (لا أدري ما هي؟ ) أي: في أول الأمر، أو مبالغة بحيث لا يطيقها نعت ولا يحصيها عد، أو المراد أنها كانت لا تشبه الألوان المشهودة المستحضرة في النفوس، فأنعت لكم بذكر نظائرها وأشباهها، أو صدر هذا القول من غاية الحيرة والدهش عن قدرة اللَّه وإلا لا مجال لأن يقال: لم يوقفه على ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في تلك الليلة، والألوان عبارة عن أنوار الملكوت، وقد وقع في الروايات التعبير عنها بفراش الذهب، كما يأتي في الحديث الآتي.

و(الجنابذ) جمع جنبذة بضم الجيم وسكون النون وبالموحدة المضمومة وبالمنقوطة: ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة، والعامة تقول بفتح الموحدة، والظاهر أنه فارسي معرب، كذا قال الكرماني (١)، ويريد بالفارسي كَنبذ، قال الشيخ (٢): كذا وقع في رواية البخاري في أحاديث الأنبياء من رواية ابن المبارك وغيره، وكذا عند غيره من الأئمة، ووقع عند مسلم: (بينا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف وإذا طينه مسك أذفر)، وفي رواية: (فيها حبائل اللؤلؤ)، وقال الشيخ (٣): كذا وقع لجميع رواة البخاري في هذا الموضع بالحاء المهملة ثم الموحدة وبعد الألف تحتانية ثم لام، وذكر كثير من الأئمة أنه تصحيف، وروى البخاري (٤) في التفسير عن


(١) "شرح الكرماني" (٤/ ٨).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٢١٦ - ٢١٧).
(٣) "فتح الباري" (١/ ٤٦٣).
(٤) "صحيح البخاري" (٤٩٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>