وقوله:(واتبعنا) بفتح العين، و (أتينا) بلفظ المجهول، أي: جاءنا من يطلبنا.
وقوله:(إن اللَّه معنا) قال بعض العارفين في الفرق بين هذا القول من نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وبين قول موسى عليه السلام حين قال له قومه:{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}[الشعراء: ٦١]: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء: ٦٢] نظره -صلى اللَّه عليه وسلم- وقع أولًا على اللَّه وكرمه ولطفه، ثم إلى نفسه، ونظر موسى عليه السلام وقع أولًا على نفسه، ثم على اللَّه تعالى، والأول يوافق ما قيل: ما رأيت شيئًا إلا رأيت اللَّه قبله، والثاني ما يقال: ما رأيت شيئًا إلا رأيت اللَّه معه أو بعده، والأول حال أهل الجذب والعيان، والثاني حال أهل الاستدلال والبرهان، انتهى.
ثم انظر في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إن اللَّه معنا) بلفظ المتكلم مع الغير، وقول موسى:{إِنَّ مَعِيَ رَبِّي}[الشعراء: ٦٢]، كقول موسى:{أرني} وقول نبينا: (أرنا حقائق الأشياء)، فافهم.
وقوله:(فارتطمت به) أي: بسراقة، أي: ساخت قوائمها كما تسوخ في الوحل، رطمه: أدخله في أمر لا يخرج منه، فارتطم عليه الأمر: لم يقدر على الخروج منه، و (الجلد) بالجيم محركة: الأرض الصلبة.
وقوله:(فادعوا لي) بضمير التثنية.
وقوله:(أن أرد عنكما الطلب) متعلق بقوله: (فادعوا) بحذف الجار، أي: ادعوا لي كيلا ترتطم فرسي؛ لأن أرد أو على أن أرد عنكما طلب قريش.
وقوله:(فاللَّه لكما) معترضة ومعناه فاللَّه حافظ وناصر لكما في معنى التأكيد