العلماء في الفرق بين الأفضلية والأحبية، والمخلِّص في هذه المسألة اعتبار الوجوه والحيثيات، واللَّه أعلم.
٦٠٩٥ - [٩](علي) قوله: (وإذا سكت) أي: لم أسأل (ابتدأني) أي: أعطاني من غير مسألة، يقال: ابتدأني الشيء: فعله ابتداء، وهذا مقام المحبوبية.
٦٠٩٦ - [١٠](وعنه) قوله: (أنا دار الحكمة وعلي بابها) قيل: لا شك أن العلم قد جاء منه -صلى اللَّه عليه وسلم- من قِبَل باقي الصحابة، وليس منحصرًا في علي المرتضى -رضي اللَّه عنه-، فلا بد أن يكونوا أبواب العلم، لكن لا بد للتخصيص من وجه بأن يكون متميزًا من سائر الأبواب بالسعة والفتح والعظمة ونحوها، واللَّه أعلم.
واعلم أن المشهور من لفظ الحديث في هذا المعنى (أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها)، وقد تكلم النقاد فيه، وأصله عن أبي الصلت عبد السلام وكان شيعيًا، وقد تكلِّم فيه، وصحح هذا الحديث الحاكم وحسنه الترمذي، وضعفه آخرون، ونسبه إلى الوضع طائفة، ونحن ننقل ما ذكره علماؤنا في ذلك بعباراتهم وإن كانت مشتملةً على التكرار، فنقول: