وقوله:(عاشر عشرة في الجنة) أي: مثل عاشر عشرة في الجنة، إذ ليس هو من العشرة المبشرة، كذا قال الطيبي (١)، ويفهم منه أنه جعل (في الجنة) صفة (عشرة)، والظاهر من العبارة أن يكون معناه أنه يكون عاشرًا في دخول الجنة وما يسبقه إلا تسعة، ويحتمل أن تكون الجماعة التي يدخل هو معهم الجنة عاشِرةَ الجماعات، واللَّه أعلم.
٦٢٤١ - [٤٦](حذيفة) قوله: (لو استخلفت) لو للتمني أو للشرط.
وقوله:(ولكن ما حدثكم حذيفة. . . إلخ)، قالوا: هذا من الأسلوب الحكيم، كأنه قيل: لا يهمكم السؤال عن استخلافي لأنه يحصل بإجماعكم على من يستأهل ذلك مع ما في التنصيص من المانع، ولكن الذي يهمكم العمل بالكتاب والسنة والتمسك بهما، وخص حذيفة وابن مسعود بالذكر دلالة على فضلهما ومزيتهما في العلم بالفتن، وما يهم الاجتناب عنه من النفاق، وهو عند حذيفة لكونه صاحب سر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعنده علم المنافقين، وبما يجب العمل به من الأحكام، وهو عند ابن مسعود لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (رضيت لأمتي ما رضي به ابن أم عبد)، وقوله:(تمسكوا بعهد ابن أم عبد).
وقالوا: إن في هذا الحديث دليلًا على استخلاف أبي بكر، لأن في الحديث