وَأمَّا الْمُتَّصِل، فَقَالَ الْغَزَّالِيُّ ﵀: قَوْلٌ ذُوْ صِيَغٍ مخصُوصَةٍ مَحْصُورَةٍ، دَالٌّ عَلَى أَنَّ المَذْكُورَ بِهِ لَمْ يُرَدْ بِالْقَوْلِ الأَوَّلِ.
وَأُورِدَ عَلَى طَرْدِهِ: التَّخْصِيصُ بِالشَّرْطِ وَالْوَصْفُ بِـ"الَّذِي" وَالْغَايَةِ، وَمِثْلِ: "قَامَ الْقَوم، وَلَمْ يَقُمْ زَيْدٌ".
وَلا يَرِدُ الْأَوَّلانِ.
وَعَلَى عَكْسِهِ: "جَاءَ الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا"؛ فَإنَّهُ لَيْسَ بِذِي صِيَغٍ.
وَقِيلَ: لَفْظٌ مُتَّصِلٌ بِجُمْلَةٍ، لا يَسْتقِلُّ بِنَفْسِهِ، دَالٌ عَلَى أَنَّ مَدْلُولَهُ غَيْرُ مُرَادٍ بِمَا اتَّصَلَ بِهِ، لَيْسَ بِشَرْطٍ وَلا صِفَةٍ وَلا غَايَةٍ.
وَأُورِدَ عَلَى طَرْدِهِ: "قَامَ الْقَوْمُ لا زَيْدٌ" - وَعَلَى عَكْسِهِ: "مَا جَاءَ إِلَّا زَيْدٌ"؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَتَّصِلْ بِجُمْلَةٍ، وإنَّ مَدْلُولَهُ كُلُّ اسْتِثْنَاءٍ مُتَّصِلٍ مُرَادِ بِالْأَوَّلِ.
وَالاِحْتِرَازُ مِنَ الشَّرْطِ وَالصِّفَةِ - وَهْمٌ.
وَالْأَوْلَى: إِخْرَاجٌ بـ "إِلَّا" وَأَخَوَاتِهَا.
والزائدة وأخواتها أي: وأخوات "إلا" "من غير إخراج"، وبهذا القيد يتميّز عن المنفصل.
الشرح:"وأما المتّصل فقال" القاضي في "التقريب"، و"الغزالي": "قول ذو صِيَغٍ مخصوصة محصورة دالّ على أن المذكور به لم يرد بالقول الأول"، وسبقه إلى ذلك القاضي.
"وأورد على طرده التخصيص بالشرط"، نحو: أكرم القوم إنْ دخلوا، "والوصف بـ "الذي"" نحو: أكرم الرّجل. الذي مَرّ بك، "والغاية" أي الوصف بالغاية "ومثل" أي والتخصيص بمثل "قام القوم، ولم يقم زيد"؛ لصدق الحدّ عليهما، وليس شيء منها باسثناء.
"ولا يرد الأولان" أعني: التخصيص بالشرط والوصف، سواء أوقع بـ "الذي" أم بالغاية؛ لكون المخصوص بهما غير مذكور، وقد أخذ في الحَدّ قيد كون المراد به مذكورًا.
قال القاضي في "التقريب": لأنا قلنا: ذو صيغ مخصوصة، ونحن نعني "إلا"، و"سوى" ونحوهما.