للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصدرية؛ لأنها واقعة على المصدر، لا لأنها يسبك منها ما بعدها مصدر، كما هو قول الجماعة.

فمعنى قولك: أعجبني ما قمت: أعجبني الذي قمته، أي: القيام الذي قمته، فالتقدير حينئذٍ: فعليه الإِطعام الذي يطعم بالقيام به ستّين مسكينًا.

فتلخص من هذا أن المنقول عن سيبويه لا يعرف، وبتقدير صحّته لا يجدي على الحنفية شيئًا؛ إِذ لا فرق في المعنى بين أن يقوم، وما يقوم، والقيام.

وأنه لا يجوز أحد لا سييوبه ولا غيره تقدير "أن"، و"ما" في كلّ موضع، بل لكلّ منهما موضع، فقد ترامينا على أبي عبد الله، وضايقناه على مزاحمة سيد الجماعة أبي المعالي.

"فائدة"

في "التسهيل" في المصدر: الغالب إِن لم يكن بدلًا من اللَّفظ بفعله تقديره بعد "أن" المخففة أو المصدرية، أو "ما" أختها. انتهى.

وفي "شرح التسهيل" لشيخنا أبي حَيَّان: ليس التقدير دائمًا، ولكنه الغالب، ويقدر بـ "أَنْ" ماضيًا؛ مثل: [البسيط]

عَلِمْتُ بَسْطَكَ بِالمَعْرُوفِ خَيْرَ يَدٍ … فَلا أَرَى فِيكَ إِلَّا بَاسِطًا أَمَلا (١)

وحالًا؛ مثل: [البسيط]

[وَ] لَوْ عَلِمَتْ إِيثَارِيَ الَّذِي هَوِيَتْ … مَا كُنْتُ مِنْهَا مُسْتَغْنِيًا عَلَى القُلُبِ

واستقبالًا؛ مثل: [الخفيف]

لَوْ عَلِمْنَا إِخْلافكُمْ عِدَةَ السِّلْـ … مِ عَدِمْتُمْ عَلَى النَّجَاةِ مُعِينًا (٢)

وبـ "ما" المصدرية ماضيًا مثل: ﴿كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ﴾ [سورة البقرة: الآية ٢٠٠].

وحالًا مثل: ﴿تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ﴾ [سورة الروم: الآية ٢٨].


(١) البيت من [البسيط]، ينظر: الأشباه والنظائر ٧/ ١٥، الدرر ١/ ٢١٣ مغنى اللبيب ٢/ ٣٤٥، المقاصد النحوية ١/ ٣٨٧، همع الهوامع ١/ ٦٥، شرح الأشموني ١/ ٥٧،
(٢) البيت من [البسيط] ينظر: الدرر ٥/ ٢٤٩، همع الهوامع ٢/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>