١ - النفي والاستثناء، نحو: لا عالم إِلا زيد، وما قام إِلا زيد، منطوقهما نفي العلم، والقيام عن غير زيد، ومفهومهما إِثبات العلم والقيام لزيد. ٢ - إِنما بالقصر نحو: ﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ﴾ أي فغيره ليس بإِله فمحل النطق في الآية هو الله، والمنطوق هو الألوهية، ومحل السكرت غير الله، والمفهوم هو انتفاء الألوهية وفي هذا يقول السعد: مفهوم المخالفة في "إِنَّما"، هو نفي الحكم عن غير المذكور في الكلام آخرًا، وهو أقوى من مفهوم الغاية، كما نَصَّ عليه الشافعي في الأم. فإِن قيل: قد أطبقوا على أن "إِنَّما" مقدرة بالنفي والاستثناء، وذلك يقتضي تساويهما فيما هو منطوق، وما هو مفهوم مع أنهم جعلوا في "إِنما" الإِثبات منطوقًا، والنفي مفهومًا. وعكس ذلك في النفي والاستثناء. والجواب أن المعتبر في المنطوق والمفهوم صورة اللفظ، فلما نطق بأداة النفي مع الاستثناء جعل النفي منطوقًا للنطق به، ولما لم ينطق بها مع "إِنما" بل المنطوق به معها هو الجملة الموجبة جعل الإِثبات منطوقًا؛ لأنه المنطوق به، ولا يلزم من كون الشيء بمعنى الشيء أن يعطي حكمه. ومن أمثلة هذا النوع قول النبي ﷺ: "إِنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ"، "إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ"، "إِنَّمَا الوَلاءُ لِمَن أَعْتَقَ"، "إِنَّمَا الشُّفْعَةُ فِيمَا لَمْ يُقسَمْ". ٣ - تعريف المبتدأ باللام، أو الإِضافة بأن يكون المبتدأ لفظًا كُلِّيًّا مُعَرَّفًا باللام، أو الإِضافة، ومخبرًا عنه بجزءٍ من جزئياته، نحو: العالم زيد، وصديقي زيد؛ فإِنه يفيد الحصر؛ لأن المراد بالعالم وصديقي: هو الجنس، فيدل على العموم إِذا لم يكن هناك قرينة تدل على العهد، فمنطوقهما: إِثبات العلم والصداقة لزيد. =