الملقن الأنصاري الشافعي، كان فقيهًا أصوليًّا محدثًا مؤرخًا للرحال، أصله من وادي آش بالأندلس، رحل أبوه نور الدين من الأندلس إلى بلاد الترك وأقرأ أهلها القرآن الكريم، ونال منهم مالًا كثيرًا قدم به إلى القاهرة واستوطنها وولد له بها وتوفي والده وله من العمر سنة واحدة فأوصى والده به إلى الشيخ شرف الدين عيسى المغربي الملقن لكتاب الله بالجامع الطولوني، وكان صالحًا فتزوج بوالدة سراج الدين ورباه فعرف سراج الدين بابن الملقن، وتفقه بالتقي السبكي، والجمال الإسنائي، والكمال النشائي، والعز بن جماعة، وتعلم العربية من أبي حيان والجمال بن هشام والشمس محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ وأخذ القراءات عن البرهان الرشيدي، وقال البرهان الحلبي: إنه اشتغل في كل فن حتى قرأ في كل مذهب كتابًا وأخذ عنه جمع كثير منهم حافظ دمشق ابن ناصر الدين.
"مصنفاته - وفاته"
أربت تآليفه على الثلاثمائة منها "إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، و"التذكرة" في علوم الحديث، و"الأعلام بفوائد عمدة الأحكام"، و"إيضاح الارتياب في معرفة ما يشتبه ويتصحف من الأسماء والأنساب" و"التوضيح بشرح الجامع الصحيح"، وشرح كبير للبخاري و"خلاصة البدر المنير في تخريج أحاديث شرح الوجيز" للرافعي، و"خلاصة الفتاوى في تسهيل أسرار الحاوي"، و"عجالة المحتاج على المنهاج"، في فقه الشافعي و"غاية السول في خصائص الرسول" و"طبقات المحدثين " و"طبقات القراء" و"طبقات الشافعية" وله في الأصول "شرح منهاج البيضاوي " و"شرح ابن الحاجب" وقد اشتهر اسمه وطار صيته، وكانت كتابته أكثر من استحضاره، وقد كثر كلام علماء الشام ومصر في حقه حتى قال ابن حجي:"كان لا يستحضر شيئًا ولا يحقق علمًا وغالب تصانيفه كالسرقة من كتب الناس" وقال ابن حجر في حقه: إنه كان موسعًا عليه في الدنيا مديد القامة حسن الصورة يحب المزاح والمداعبة مع ملازمته الاشتغال والكتابة حسن المحاضرة جميل الأخلاق كثير الإنصاف شديد القيام مع أصحابه، وربما اشتهر بابن النحوي، وربما كتب بخطه ذلك وقد كان يغضب حين ندائه بابن الملقن، ولا يكتب هذا اللقب بخطه ولذلك اشتهر به ببلاد اليمن وتغيرت حاله في أخريات أيامه فحجبه ولده نور الدين إلى أن مات في سادس ربيع الأول سنة ٨٠٤ هـ بالقاهرة ودفن بحوش الصوفية خارج باب النصر (١).
(١) ينظر: ترجمته في طبقات ابن قاضي شهبة ٤/ ٤٣، الضوء اللامع ٦/ ١٠٠، الأعلام ٥/ ٢١٨، وإنباء =