للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العام ثلاثين ألف درهم، وكان لا يدخر منها شيئًا. وقد قصده مرة صفي الدين المطرب فوصله بألفي درهم، وكان كثير المخالطة للملوك متحرزًا من الدنايا، ظريفًا مزاحًا في غير إسفاف ولا مجون، لا يحمل همًا ولا يُرَى منبرمًا من الحادثات. لم يغير زي الصوفية في عصره.

وكان يجيد لعب الشطرنج ويديمه حتى في أوقات اعتكافه، وكان يضرب بالرباب، متواضعًا للفقراء، وكان ظريفًا في تدريسه، يقبل عليه التلاميذ بشغف؛ لأنه كان يرفه عنهم ببعض نكاته الأديبة، وكان كثير الشفاعات للناس حسن الاعتقاد، غير متشكك ولا مجادل، لا يحب الإطراء. وكان يقول: أتمنى أن لو كنت في زمن النبي ولم يكن لي سمع ولا بصر رجاء أن يلحظني بنظره. وكان يلقّب عند الفضلاء بالشارح العلامة، وكان من أذكياء العالم في عصره، إذا صنف كانت مسودته مبيضة، وكان يصوم عند التصنيف رياضة للنفس وصفاء لها، وكان شديد الحرص على الصلاة في الجماعة.

"مؤلفاته"

ومن مصنفاته: "شرح مختصر ابن الحاجب" في الأصول، و"شرح مفتاح السكاكي" في البلاغة، و"شرح الكليات" لابن سينا في الحكمة و"شرح الإشراق" للسهروردي. وصنف كتابًا في الحكمة سماه: "غرة التاج". له "نهاية الإدراك وفتح المنان في تفسير القرآن" أربعون مجلدًا.

"وفاته"

توفي سنة ٧١٠ هـ في تبريز ودفن بها (١).

[٦ - ركن الدين الأستراباذي]

"نسبه - شيوخه - كرمه"

الحسن بن محمد بن شرف شاه العلوي الحسيني الأستراباذي، الملقب بـ "ركن


(١) ينظر: ترجمته في طبقات ابن السبكي ٦/ ٢٤٨، والإسنوي ٢٨٣، وابن قاضي شهبة ١/ ٢٣٧، مرآة الجنان ٤/ ٢٤٨، وبغية الوعاة (٣٩٠)، والدرر الكامنة ٤/ ٣٣٩، البدر الطالع ٢/ ٢٩٩، تاريخ ابن الوردي ٦/ ٢٥٩، النجوم الزاهرة ٩/ ٢١٣، مفتاح السعادة ١/ ١٦٥، هدية العارفين ٢/ ٤٠٦، معجم المؤلفين ١٢/ ٦٠، طبقات الأصوليين ٢/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>