للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُشْتَرَكُ: الْجِنْسُ، وَالْمُمَيِّزُ: الْفَصْلُ، وَالْمَجْمُوعُ مِنْهُمَا: النَّوْعُ.

وَالْجِنْسُ: مَا اشْتَمَلَ عَلَى مُخْتَلِفٍ بِالْحَقِيقَةِ، وَكُلٌّ مِنَ المُخْتَلِفِ: النَّوعُ، وَيُطْلَقُ النَّوْعُ عَلَى ذِي آحَادٍ مُتَّفِقَةِ الْحَقِيقَةِ، فَالْجِنْسُ الْوَسَط، نوْعٌ بِالأَوَّلِ لَا الثانِي، وَالْبَسَائِطُ بِالْعَكْسِ.

"وجزؤها (١)، أي: تمام (٢) جزئها "المشتركِ: الجنسُ"، كالحيوان للإنسان؛ فإنه تمام المشترك بين الإنسان وغيره من الحيوانات.

وتمام الجزء "المميز" لها: الفَصْل؛ كالناطق للإنسان.

"والمجموع" المركب "منهما أي: من الجنس والفصل - هو "النوع" الإضافي.

"والجنس: ما اشتمل" أي: المقول في جواب ما هو؟ المشتمل "على مختلف بالحقيقة"؛ فخرج بـ "المقول في جواب: ما هو؟ " - الفَصْل، والخاصَّة، والعَرَضُ العامُّ؛ لأنَّهُ ليس شيء منها مقولًا في جواب: ما هو؟ و"بالحقيقة" - النوعُ؛ لأنَّهُ مقول في جواب (٣) ما هو؟ مشتمل على مختلف بالعَدَدِ، لا بالحقيقة.

"وكلٌّ من المختلف" الذي يقال عليه وعلى غيره: الجنسُ؛ في جواب: ما هو؟ - "النوع" [الإضافي. "ويطلق النوع] (٤) على ذي آحادٍ متفقة الحقيقة" - باعتبار كونها آحادًا له، ويسمى [نوعًا] (٥) حقيقيًّا "فالجنس الوسط"؛ كالجِسْمِ النَّامي (٦) "نوع بالأول أي: بالمعنى الأول؛ [لأن فوقه جنسًا يقال عليه وعلى غيره في جواب: ما هو؟ "لا" بالمعنى "الثاني"؛ ضرورةَ كونه


= وذلك كالإنسان لـ "زيد" فإنه تمام ماهية المقول له.
وأمَّا مشخصاته فلا تدخل في التعقل، فإنما يتناولها إشارة حسية أو وهمية، وأما جزؤها فتمام المشترك الجنس؛ كالحيوان للإنسان، إذ لا ذاتي مشتركًا بينه وبين الفرس مثلًا إِلَّا هو، والجزء المميز هو الفصل كالناطق له، والمجموع المريب منها هو النوع الإضافي، فإذًا تمام ما اشتمل في الذاتي على أمور مختلفة بالحقيقة ولا بُدَّ أن يكون تمام حقيقتها المشتركة جنس لتلك المختلفة، وكل واحد في تلك المختلفة نوع له، إذ لا يختلف حقيقة المشتركات في ذاتي إِلَّا بذاتي مميز، فيكون حقيقته مجموع الجنس والفصل. هذا وقد يطلق النوع على ذي آحاد متفقة الحقيقة؛ أي باعتبار كونها آحادًا له، ويسمّى نوعًا حقيقيًا.
(١) في هامش ت: تقسيمه إلى جنس وفصل.
(٢) في ب، ت: وتمام.
(٣) في ب: جوابه.
(٤) سقط في ح.
(٥) سقط في ت.
(٦) في أ، ج: والناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>