للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَبَادِئُ اللُّغَةِ

وَمِنْ لُطْفِ اللهِ تَعَالَى إِحْدَاثُ الْمَوْضُوعَاتِ اللُّغَوِيَّةِ، فَلْنَتَكَلَّمْ عَلَى حَدِّهَا، وَأَقْسَامِهَا، وَابْتِدَاءِ وَضْعِهَا، وَطَرِيقِ مَعْرِفَتِهَا.

تَعْرِيفُ الْحَدِّ

الْحَدُّ: كُلُّ لَفْظٍ وُضِعَ لِمَعْنًى.

ضربٌ من الهِبَةِ؛ معناه: الصدقة هبة، وكل هبة يثبت فيها الرجوعُ؛ ينتج: الصدقة يثبت فيها الرجوع، والله الموفِّق.

الشرح: "ومن لُطْف الله تعالى إحداثُ الموضوعاتِ اللغوية" (١)؛ ليعبِّر كلُّ [أحد] (٢) عما في ضميره عند الاحتياج إلى ذلك، ولا كافلَ لهذا الغرضِ كالألفاظ؛ لأنها أعم من الإشارة، والحركات والرسوم، [وأخف] (٣)، وكان من لطف الله إحداثُها، والله تعالى هو المُحْدِثُ لها، سواء أقلنا (٤): الواضع هو [الله تعالى أم] (٥) العباد؛ إذ أفعال [العباد (٦) مَخْلُوقةٌ له .

"فلنتكلم" فيها "على حدِّها"؛ فإن طالب الماهية إنما يتوصَّل إليها بتعريفها، "وأقسامِها"؛ إذ الإحاطةُ بالأقسام بعد معرفة الحد مُتَعَيِّنة.

"وابتداءِ وضعها"، هل هو توقيفي أو غيره، "وطريقِ معرفتها"، هل هو ضروريٌّ أو نظريٌّ.

الشرح: أما "الحَدّ" فهو: "كلّ لفظ وضع لمعنى" (٧)؛ فـ (اللفظ): جنسٌ يتناول المُهْمَل


= وعرفها الحنابلة بأنها: تمليك جائز التصرف مالًا معلومًا أو مجهولًا تعذر علمه. ينظر: فتح القدير ٩/ ١٩، وحاشية ابن عابدين ٤/ ٥٠٨، والإقناع ٢/ ٨٥، ومغني المحتاج ٢/ ٣٩٦، والمحلى على المنهاج ٣/ ١١٠، ومواهب الجليل ٦/ ٤٩، شرح منتهى الإرادات ٢/ ٥١٧، والمغني ٦/ ٢٤٦.
(١) قسم المصنف الكلام في الموضوعات اللغوية - أربعة فصول:
الفصل الأول: في حد الموضوعات اللغوية.
الفصل الثاني: في أقسامها.
الفصل الثالث: في ابتداء وضعها.
الفصل الرابع: في طريق معرفتها.
(٢) سقط في ح.
(٣) سقط في ت.
(٤) في ب، ج: قلنا.
(٥) سقط في أ، ت، ح.
(٦) سقط في ح.
(٧) لم يقيد المصنف المعنى بالمفرد وغيره؛ ليشمل المفرد والمركب كلاميًا كان أو لا؛ إذ اللغة تنطلق على الجميع، ينظر: الشيرازي ٤٠ أ/ خ.

<<  <  ج: ص:  >  >>