للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: يَلْزَمُ أَنْ يَكُون الْبَارِي - تَعَالَن - مُتَجَوِّزًا؛ قُلْنَا: مِثْلهُ يَتَوَقفُ عَلَى الْإِذْنِ.

الْمُعَرَّبُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

مَسْأَلَةٌ:

فِي الْقُرْآنِ مُعَرَّبٌ؛ وَهُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَة - رَضِيَ اللهُ ...........................

الشرح: "قالوا: يلزم"من وقوعه في القرآن؛ "أن يكون الباري - تعالى - متجوِّزًا"؛ لأن وجود اسم المعنَى يستدعي الاشتقاق.

"قلنا: مثله" - مما يُوهِمُ نقصًا - "يتوقَّف على الإذْنِ"؛ ولذلك لا يقال: خالق الخِنْزِيرِ، ولولا ورودُ المانع، والضارِّ، والقابضِ، لَمَا أطلقنا ذلك.

قال ابن الصَّبَّاغ: متجوِّزٌ يستعمل لمن في كلامه قُبْحٌ، أو يتوقف؛ بناءً على أن أسماء الله تَوْفِيقِيّةٌ، وهو رأي شيخنا أبي الحَسَنِ.

والتقرير الأول أحسنُ؛ لأنَّ الظاهرية قد ينازعون في كون الأسماء توقيفيةً.

"مسألة"

الشرح: قال المصنِّف: "في القرآنِ المعرَّبُ"، وهو: اللفظ المستعْمَلُ عند العرب في معنًى وضع له في غير لُغَتِهِمْ، "وهو عن ابن عباس (١) وعِكْرِمة (٢) .


(١) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي أبو العباس المكي ثم المدني ثم الطائفي. ابن عم النَّبِيّ وصاحبه، وحبر الأمة وفقيهها، وترجمان القرآن، روى ألفًا وستمائة وستين حديثًا. اتفقا على خمسة وسبعين. وعنه أبو الشعثاء، وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وابن المسيب وعطاء بن يسار وأمم. قال موسى بن عبيدة: كان عمر يستشير ابن عباس، ويقول: غواص، وقال سعد: ما رأيت أحضر فهمًا. ولا ألب لبًا، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع حلمًا من ابن عباس، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وقال عكرمة: كان ابن عباس إذا مر في الطريق قالت النساء: أمر المسك أو ابن عباس؟ وقال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، وإذا نطق قلت: أفضح الناس، وإذا حدث قلت: أعلم الناس. مناقبه جمَّة. قال أبو نعيم: مات سنة ثمان وستين. قال ابن بكير: بـ "الطائف" وصلى عليه محمد بن الحنفية. ينظر ترجمته في: تهذيب التهذيب ٥/ ٢٧٦ (٤٧٤)، وتقريب التهذيب ١/ ٤٢٥ (٤٠٤)، وخلاصة تهذيب الكمال ٢/ ٦٩، ١٧ والكاشف ٢/ ١٠٠، والجرح والتعديل ٥/ ١١٦، والثقات ٣/ ٢٠٧، وأسد الغابة ٣/ ٢٩٠، والبداية والنهاية ٨/ ٢٩٥، وتجريد ١/ ٣٢٠، والإصابة ١/ ٣٢٢، ٤/ ١٤١ والاستيعاب ٣/ ١٣٣، وطبقات ابن سعد ٩/ ١١٨ - ١١٩، والوافي بالوفيات ١٧/ ٢٣١.
(٢) عكرمة البربري مولى ابن عباس، أبو عبد الله أحد الأئمة الأعلام. عن مولاه وعائشة وأبي هريرة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>