للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نشأ بها وتعلم على علمائها ثم رحل إلى المدينة السلطانية وأكثر الإقامة بها.

أخذ عن الشيخ تاج الدِّين الهنكي وغيره، ولما ذاعت شهرته أقبلت عليه الدُّنيا فكان كثير المال كبير النفوذ، وكان كثير الإنعام على طلبته جريئًا في الحق قوي الحجة.

"تلاميذه - مؤلفاته"

أخذ عنه جملة من الشيوخ منهم شمس الدِّين الكرماني والتفتازاني والضياء القرمي.

وقامت بينه وبين أمير كرمان مناقشة أدت إلى غضب الأمير عليه فأمر بحبسه في قلعة "دِرَيْمبان" - بكسر ففتح فسكون ثم كسر - ومن أشهر تصانيفه "رسالة في علم الوضع" و"الفوائد الغياثية في المعاني والبيان" و"شرح مختصر ابن الحاجب" في الأصول و"المواقف في أصول الدِّين و"مختصر المواقف" و"أشرف التاريخ".

"وفاته"

توفي سنة ٧٥٦ هـ وهو محبوس في محنة كرمان (١).

[١٧ - محب الدين القونوي]

"نسبه - شيوخه - مكانته"

محمود بن علي بن إسماعيل بن يوسف التبريزي القونوي الملقب بـ "محب الدِّين" المكنى بأبي الثناء الفقيه الشافعي الأصولي النحوى ولد بـ "مصر" سنة ٧١٩ هـ وتوفي والده وهو صغير فاشتغل بالعلم وأخذ من مشايخ عصره ومنهم الأصبهاني، وأبو حيان، والجلال القزويني وجدَّ واجتهد حتى صار إمامًا فاضلًا وعالمًا بارعًا اعترف له معاصروه بالتفوق والذكاء.

قال الإسنوي: كان محب الدِّين عالمًا بالفقه وأصوله، فاضلًا في العربية متعبدًا صحيح الذهن قليل الاختلاط بالناس، انتفع به كثيرون وقد أسندت إليه الفتيا والتدريس، وكان يعقد درسه بالشريفية وغيرها وتولى مشيخة الخانقاه الدوادارية.


(١) ينظر: ترجمته في طبقات السبكي ٦/ ١٠٨، الإسنوي (٣٤١)، ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٧، الدرر الكامنة ٢/ ٣٢٢، بغية الوعاة ٢٩٦، شذرات الذهب ٦/ ١٧٤، مفتاح السعادة ١/ ١٦٩، معجم المؤلفين ٥/ ١١٩، البدر الطالع ١/ ٣٢٦، طبقات الأصوليين ٢/ ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>