للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَالتَّصَوُّرُ الضَّرُورِيُّ: مَا لَا يَتَقَدَّمُهُ تَصَوُّرٌ يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ؛ لانْتِفَاءِ التَّرْكِيبِ في مُتَعَلَّقِهِ؛ كالْوُّجُودِ وَالشَّيْءِ، وَالْمَطْلُوبُ بِخِلَافِهِ، أَيْ: تُطْلَبُ مُفْرَدَاتُهُ؛ فَيُحَدُّ.

وَالتَّصْدِيقُ الضَّرُورِيُّ: مَا لَا يَتَقَدَّمُهُ تَصْدِيقٌ يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ، وَالْمَطْلُوبُ بخِلَافِهِ، أَيْ: يُطْلَبُ بِالدَّلِيلِ.

بالطلب، فصارت الأقسام أربعة: تصور ضروري، ومطلوب، وتصديق ضروري، ومطلوب، ووجود الأربعة وجداني.

الشرح: "فالتصور الضّروري: ما لا يتقدمه (١) - تصوّر يتوقف عليه" (٢)؛ أي: لا يتقدمه تصوّر تقدمًا طبيعيًّا، وهو ما لا يتوقف تحققه عليه، وعدمُ توقف التصوّر على تصور يسبقه، إنما هو "لانتفاء التَّرْكيب في متعلَّقه"؛ فإنه مفرد؛ فلا يطلب له حَدّ؛ إذ لا حَدَّ له؛ لأن الحدَّ يميز أجزاء المفرد، وهذا مفرد؛ فلا أجزاء له، والمفرد الذي لا يحد، "كالوجود، والشيء".

والتصور "المطلوت بخلافه"، وهو ما كان متعلَّقه مركَّبًا، "أي: يَطْلُبُ (٣) مفرداته"؛ ليعرف متميزه (٤) بالحَدّ:

"والتَّصديق الضَّروري: ما لا يتقدّمه تصديقٌ يتوقف عليه"، وهو دليله، وطلبه النظر، ولا بأس أن يتقدّمه تصديق يتوقّف عليه، وهو دليله، "فيطلب بالدَّليل".

واعلم أنه لا يلزم من توقُّف التصوُّر على تصور مفرداته - أن يطلب، بل قد يكون (٥) حاصلًا من غير سَبْقِ طلبٍ وَنَظَرِ.


= دليله، فيطلب بالدليل. واعلم أنه لا يلزم في توقف التصوّر على تصوّر مفرداته أن يطلب، بل قد يكون حاصله من غير سبق طلب ونظر. ينظر شرح المقدمة (١٠) خ.
(١) في أ، ح: يقدمه.
(٢) لما ذكر أن تصور المطلوب بالحد أراد أن يشير إلى معناه وأقسامه وأحكامه وشرائطه، وهو ثلاثة أقسام كما ذكر المصنف . ينظر: تعريف الحد في شرح الغرة في المنطق (١٤٣)، وشرح تنقيح الفصول ص (١١)، والمستصفى ١١ - ١٥، والفصول ص (١٧٠) (٤)، والبحر المحيط ١/ ٩١ وما بعدها.
(٣) في أ، ح: تطلب.
(٤) في ت: مميزة.
(٥) في أ، ج: تكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>