للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَعْرِيفُ عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ بِالْمَعْنى الإِضَافِيِّ:

وتعريف عِلْم "أُصُول الفِقه" بهذا الاعتبار يَحْتاج إِلى تعريف المُضاف، وهو "أُصُول"، وتعريفِ المُضافِ إِلَيْه، وهو "الفِقْهِ"، ثم يحتاج إِلى تعريف الإِضافة أيْضًا؛ لأنَّها بمنزلة الجُزْء إِلى الصَّدْر، إِلَّا أن بَعْض الأصوليِّين لم يتعرَّضوا إِلَيْها؛ للعلْم بأنَّ معنى إِضافة المشتقِّ، وما في مَعْناه اخْتصاصُ المُضَاف بِالمُضَاف إِلَيْه؛ باعْتبَارِ مَفْهُوم المُضَاف.

تَعْرِيفُ المُضَافِ "أُصُول":

"الأصول": جمع "أصْلٍ"، وهو ما يبتنى عليه غيرُه، سواءٌ أكان الابتناءُ حسِّيًّا؛ كابتناءِ السَّقْف على الجدار، أو عقْلِيًّا؛ كابتناء المدلول على دليله، والمعلولِ على علَّته (١).

وقد أشار الإِمامُ جمالُ الدِّين الإِسْنَوِيُّ في "نِهَايَتِهِ" إِلى أن هذا هو المعنى المشهورُ عند العلماء (٢). وله معاني أُخَرُ مثْل:

١ - المحتاج إِلَيْه.

٢ - مايَسْتَنِدُ تحقيقُ الشيْءِ إِلَيْه.

٣ - ما منه الشَّيءُ.

ومن معناها اللغويِّ نقلها العلماءُ إِلى المَعْنَى الاصطلاحيِّ.

تَعْرِيفُ الأَصْلِ اصْطِلاحًا:

يطلق "الأَصْلُ"، في اصْطِلاح العُلَماءِ بإِزاء أرْبَعَة معانٍ:

الأوَّل: الصورَةُ المَقِيسُ عَلَيْهَا، كقوْلنَا: الخَمْر أصْلُ النَّبِيذ، على معنى أن الخمر مَقِيسٌ عليها النبيذُ في الحُرْمَة.

وكقولنا: التأفِيفُ للوالدَيْن أصْلٌ لضربهما، بمعنى أن التأفيف أصلٌ يقاس عليه الضَّرْب في الحُرْمَة.


(١) ينظر: تنقيح الفصول ص ١٥.
(٢) ينظر: نهاية السول ١/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>