للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: لَوْ تَسَاوَتْ، لَمْ يَخْتَصَّ؛ قُلْنَا: يَخْتَصُّ بإرَادَةِ الْوَاضِع الْمُخْتَار.

تَوْقِيفِيَّةُ الأَلْفَاظِ (١)

مَسْأَلَةٌ:

قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: عَلَّمَهَا اللهُ بِالْوَحْي، أَوْ بِخَلْقِ الْأَصْوَاتِ، أَوْ بِعِلْمٍ ضَرُورِيٍّ، الْبَهْشَمِيَّةُ: وَضَعَهَا الْبَشَرُ؛ وَاحِدٌ، أوْ جَمَاعَةٌ؛ وَحَصَلَ التَّعْرِيفُ بِالإِشَارَةِ وَالْقرَائِنِ كَالْأطْفَالِ، الْأُسْتَاذُ: الْقَدْرُ الْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي التَّعْرِيفِ تَوْقِيفٌ، وَغَيْرُهُ مُحْتَمِلٌ، وَقَالَ

الشرح: "قالوا: لو تساوت" نسبة الألفاظ إلى المعاني "لم يختص" لفظ بمعنى، وإلا يلزم الترجيحُ بلا مرجِّح.

"قلنا: يختص لإرادة الواضع المختار"، وذلك كتخصيصه وجودَ العالَمِ بوقت دون وقت.

فإن قلت: هذا ظاهر على القَوْلِ بأن الواضع هو الله، فبماذا يجيب من يقول بالاصطلاح؟

قلت: قيل بأن سببه حضور اللَّفظ عند سبق المعنى، والأصحُّ - وإياه ذكر الشيخ الأصفهاني - أن الجواب الأول عامٌّ؛ لأنَّهُ إذا كان الواضعُ العَبْدَ، وأفعالُه مخلوقةٌ لله - تعالى -، رجع الكلُّ إلى إرادته تعالى.

"مسألة"

الشرح: "قال" الشيخ "الأشعري": إنَّ الألفاظ توقيفية (٢)؛ "علمها الله - تعالى - ووقف عباده عليها؛ إما: "بالْوَحْي" لبعض أنبيائه ، "أو بخلق الأصوات" في بعض الأجسام، "أو بعلمٍ ضروريٍّ" خلَقَه في بعضهم، حصَّل له إفادة اللفظ للمعنى.

وقالت "البَهْشَمِيَّةُ" - وهم أبو هاشم وأتباعه (٣) -: "وضعها البشر إما: واحد، أو جماعة" اصطلحوا عليها؛ "وحصل التعريف" منهم لغيرهم؛ "بالإشارة و "بـ "القرائن؛ كَالأطفال" في حصول المعرفة لهم بذلك.

وقال "الأستاذ: القدرُ المحتاج إليه في التعريف توقيف، وغيرُهُ محتملٌ"؛ لأن يكون أيضًا بالتوقيف من الله، ولأن يكون بالمواضعة من البشر.


(١) ينظر: المصادر السابقة في ابتداء الوضع.
(٢) ينظر: المحصول ٢/ ٢/ ٤٥٩.
(٣) ينظر: الإحكام للآمدي ١/ ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>