للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَسْأَلَةٌ:

خَبَرُ الْوَاحِدِ فِي الْحَدِّ مَقْبُولٌ خِلَافًا لِلْكَرْخِيِّ وَالْبَصْرِيِّ.

لَنَا: مَا تَقَدَّمَ.

قَالُوا: ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ"؛ وَالاحْتِمَالُ شُبْهَةٌ.

قُلْنَا: لَا شُبْهَةَ كَالشَّهَادَةِ وَظَاهِرِ الْكِتَابِ.

«مسألة»

الشرح: ومنها: مسألة "خبر الواحد في الحَدّ مقبول، خلافا للكَرْخِي والبَصْري" (١).

"لنا: ما تقدم" من أنه عَدْل جازم في حكم ظَنّي، فوجب قبوله.

"قالوا": روى أبو محمد البُخَاري في "مسند أبي حَنِيفة": أن النبي قال: "ادْرَءُوا الحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ" (٢)، وذكره البيهقي في "الخِلَافِيّات".


(١) ينظر: المستصفى ١/ ١٥٥، والمعتمد ١/ ٥٧٠، و ٦٢٢، والإحكام للآمدي ٢/ ١٠٦، والكوكب المنير ٢/ ٣٦٤، وحاشية البناني ٢/ ١٣٣، وكشف الأسرار ٣/ ٢٨، والتحرير (٣٣٧)، وتيسير التحرير ٣/ ٨٨، وفواتح الرحموت ٢/ ١٣٦، والمسودة ص ٢٣٩، وأصول السرخسي ١/ ٣٣٣، وروضة الناظر ٦٦، وشرح العضد ٢/ ٧٢، وإرشاد الفحول ٥٦.
(٢) قال الحافظ ابن كثير في "تحفة الطالب" ص ٢٢٦: لم أر هذا الحديث بهذا اللفظ، وقال الحافظ ابن حجر في "الموافقة": هذا الحديث مشهور بين الفقهاء وأهل أصول الفقه، ولم يقع لي مرفوعًا بهذا اللفظ. قلت: هو بهذا اللفظ عند الإمام النعمان أبي حنيفة في مسنده برواية الحصكفي ص ١١٤، وهو أيضًا في جامع المسانيد ٢/ ٨٣، وأخرجه الدارقطني ٣/ ٨٤ في كتاب "الحدود والديات" حديث (٩) بلفظ: "ادرءوا الحدود"، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٨/ ٢٣٨، في كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحد بالشبهات ٨/ ٢٣٨.
ويغنى عنه: عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله : "ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله؛ فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة". أخرجه الترمذي في السنن ٤/ ٣٣، وكتاب الحدود (١٥)، باب ما جاء في درء الحدود (٢) الحديث (١٤٢٤) واللفظ له، وقال: (ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه، ولم يرفعه؛ ورواية وكيع أصح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٣٨٤ كتاب الحدود، باب: إن وجدتم لمسلم مخرجًا … ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٨/ ٢٣٨، =

<<  <  ج: ص:  >  >>