للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢٧ هـ، وكان محدِّثًا حَسَن المعرفَة، شديد الوَرَع، ومع ذلك كان كثير المُزاحِ، صنَّف كتاب "المستقصى في فضائِلِ المَسْجِدِ الأقْصى"، وكتاب "الجهاد"، وتولَّى مشيخة دار الحديث النورية بعْد والده، فلم يتناولْ من معلومها شيئًا، بل كان يرْصُدُه للواردين من الطَّلَبة حتى قيل: لم يَشْرَبْ من مائِها ولا توضَّأ.

قال الذهبيُّ: كتب الكثير، وصنَّف وخرَّج وعُنِيَ بالكتابة والمطالعة فبالَغَ إلى الغاية … تُوفِّيَ سنة ٦٠٠ هـ بدمشق" (١).

٤ - أبُو الحَسَنِ الأبْيَارِيُّ:

وهو عليُّ بنُ إسماعيل بْنِ عليِّ بن عطيَّة الأبياريُّ، شمسُ الدِّينِ، أبو الحَسَن، وأَبْيَار - بفتح الهمزة وسكون الباء - بلدة بالغربية من محافظات مصر، جمع "بِئْر". وهو أحد أئمَّة الإسْلام المحقِّقين الفقيهُ المالكيُّ الأصوليُّ المحدِّث، رحل النَّاس إليه، وكان ذا دعوةٍ مجابةٍ، بَرَعَ فِي عُلُومٍ شتَّى: الفقه، والأصُّول، والكَلام، وكان بعض الأئمَّة يفضِّله على الإمامِ فخر الدِّين في الأصُولِ، تفقَّه بأبي الطَّاهِرِ بْنِ عَوْفٍ، والقاضي عبد الرحمن بْن سلامة، ودرس بالإسكندرية، وانتفع به الناس.

وُلدَ سنة ٥٥٧ هـ، وتُوُفِّي سنة ٦١٨ هـ (٢).

٥ - أَبُو الجُودِ:

وهو الحسنُ بنُ عليِّ بْنِ عبْدِ الله أَبُو الجُودِ الأنطاكيُّ يُعْرفُ بـ "ابْنِ الزِّف" مكسورة، وبالفاء، شيخ لأبي عليٍّ الرُّهَاوِيِّ ذُكِرَ أَنَّه قرأَ عليْهِ عن قراءته على أبي بكرٍ محمَّدِ بْنِ هارون التَّمَّارِ صاحبِ رويس، وذكر الحافظُ أبو العلاءِ أنَّه قرأ أيضًا على أبي بكرٍ أحمدَ بْنِ كاملٍ عن التمار، وعلى الحُسَيْنِ بْنِ عليٍّ الملقَبِ بـ "كرداب" صاحِبِ الغرائب عن رويس (٣).

وقد تتلْمَذ ابنُ الحاجب على شيوخٍ كثيرينَ مثْل أبي الحُسَيْن بْن جيد، وأبي الحَسَنِ


(١) انظر ترجمته في: ابن قاضي شهبة: طبقات الشافعية ٢/ ٣٤، وطبقات الشافعية للسبكي ٥/ ١٤٨؛ والبداية والنهاية ١٣/ ٣٨، وشذرات الذهب ٤/ ٣٤٧، والأعلام ٦/ ١٢.
(٢) ينظر ترجمته في: حسن المحاضرة ١/ ٤٥٤، والديباج المذهب ٢/ ١٢١، وشجرة النور الزكية ٢١٣ "والفتح المبين" ٢/ ٥٣.
(٣) ينظر ترجمته في: غاية النهاية ١/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>