للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاسْتُدِلَّ: بِقَوْلِهِ ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [سورة الأنبياء: الآية ٩٨]، فَقَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى: فَقَدْ عُبِدَتِ الْمَلائِكَةُ وَالْمَسِيحُ؛ فَنَزَلَ ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ﴾ [سورة الأنبياء: الآية ١٠١].

الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبيّ قال: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَوْ أَخَذُوا أَدْنَى بَقَرَةٍ لأَجْزَأَتْهُمْ" (١).

"وبدليل" قوله تعالى: " ﴿وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ [سورة البقرة: الآية ٧١]؛ فإِنه ظاهر في أنهم كانوا قادرين على الفعل، وأن السؤال كان تعنُّتًا وتعللًا.

الشرح: "واستدلّ" أيضًا: "بقوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ" حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [سورة الأنبياء: الآية ٩٨].

"فقال ابن الزبعري (٢): فقد عبدت الملائكة والمسيح، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ﴾ [سورة الأنبياء: الآية ١٠١] ".

أخبرنا به القاسم بن محمد البرزالي (٣) الحافظ إِذنًا، أنبأنا سليمان بن جمرة القاضي


= اثنتين وخمسين ومائة، قيل: مات وهو على بطن امرأته. ينظر: تهذيب الكمال: ٢/ ٦٥٣، وتهذيب التهذيب: ٥/ ١٠٣ (١٧٢)، وتقريب التهذيب: ١/ ٣٩٣ (١٠٧)، وخلاصة تهذيب الكمال: ٢/ ٣٠، والكاشف: ٢/ ٦٢، وتاريخ البخاري الكبير ٦/ ٣٩.
(١) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٣١٧) وقال: رواه البزار، وفيه عباد بن منصور، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.
(٢) عبد الله بن الزبعري بن قيس السهمي القرشي، أبو سعد: شاعر قريش في الجاهلية. كان شديدًا على المسلمين إِلى أن فتحت مكة، فهرب إِلى نجران، فقال فيه "حسان" أبياتًا، فلما بلغته عاد إِلى مكة، فأسلم، واعتذر، ومدح النبيّ فأمر له بحلة. توفي نحو ١٥ هـ. ينظر: الأعلام ٤/ ٨٧.
(٣) القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يدّاس، البرزالي، الإِشبيلي ثم الدمشقي، أبو محمد، علم الدين، ولد بـ "دمشق" سنة ٦٦٥ هـ. محدّث، مؤرخ أصله من إِشبيلية، زار مصر والحجاز. ورتب أسماء من سمع منهم ومن أجازوه في رحلاته وهم نحو ثلاثة آلاف. وكان فاضلًا في علمه وأخلاقه، حلو المحاضرة، تولى مشيخة النورية ومشيخة دار الحديث بـ "دمشق". من كتبه: "العوالي المسندة" و"ثلاثيات من مسند أحمد" و"مجاميع" و"تعاليق" =

<<  <  ج: ص:  >  >>