للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَأَسَدٍ وَسَبُعٍ؛ وَجُلُوسٍ وَقُعُودٍ.

خلافًا لأبي العباس ثعلب، وأبي الحسين أحمد بن فارس (١)؛ حيث أنكرا (٢) المترادف (٣)؛ زاعمَيْن أن كلّ ما يظن مترادفًا، فهو من المتباينات بالصفات؛ كما في الإنسان والبشر؛ فإن الأول باعتبار النِّسْيان، أو باعتبار أنه يؤنس؛ والثاني باعتبار أنه بادي البَشَرة.

وسبيل الرد عليهما صُوَر لا محيص عنها؛ "كأسدٍ وسبع"، في الأعيان؛ "وجلوس وقعود"؛ في المعاني.

وأوضحُ من ذلك التمثيلُ بالبُرّ والحِنْطَةِ؛ وإلّا فقد يقولان: موضوع السَّبعُ أعم من الأسد؛ وعليه حديث: "نُهِيَ عَنْ أَكلِ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ" (٤)، والجلوس: الاستقرار عن قيام، والقعود: الاستقرار عن اضطجاع، وقيل: عكسه.

وذلك الردُّ عليهما أيضًا [بما] (٥) في "سنن أبي داود" (٦)


(١) أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين: من أئمة اللغة والأدب من تصانيفه: "مقاييس اللغة" و"المجمل" و"الصاحبي" في علم العربية، ألفه لخزانة الصاحب بن عباد، و"جامع التأويل" في تفسير القرآن. ينظر: الأعلام ١/ ١٩٣، وابن خلكان ١/ ٣٥، واليتيمة ٣/ ٢١٤.
(٢) في ح: أنكر.
(٣) المترادفان هما اللفظان المتغايران، الموضوعان لمعنى واحد مستعملان مفردًا، فبالقيد الأول يخرج الاسم الموضوع لمعنى واحد إذا كرر - أعني التأكيد اللفظي - نحو: جاء زيد زيد - وبالثاني التأكيد المعنوي والأسماء المتباينة والاسم والحد؛ لأن الأول موضوع للمجموع من حيث هو مجموع، والثاني للأجزاء، وبالثالث بعض التأكيد المعنوي، والتابع نحو: شيطان ليطان؛ إذ لا يستعمل كل منهما مفردًا.
ينظر: الشيرازي ٤٨ ب/ خ.
(٤) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٤٩٦، في كتاب الصيد: باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع (١٣)، والبخاري ٩/ ٥٧٣، في الذبائح والصيد: باب أكل كل ذي ناب من السباع (٥٣٣٠)، ومسلم ٣/ ١٥٣٢، كتاب الصيد والذبائح: باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع (١٤ - ١٩٣٢).
(٥) في ت: لما.
(٦) أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدَّاد، الأزدي السِّجستاني، ولد سنة ٢٠٢ هـ، وطوف وسمع بـ: خراسان، والعراق، والجزيرة، والشام، والحجاز، ومصر من خلق كثيرين، وقد روى عنه السُّنَنَ: ابن داسة، واللؤلؤي، وابن الأعرابيٍ، وأبو عيسى الرملي. قال ابن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا، وعلمًا، وحفظًا، ونسكًا، وورعًا، وإتقانًا. توفي سنة ٢٧٥ هـ، بالبصرة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>