للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأِصْحَابِ الرَّأْيِ، وَهِيَ مَفْرُوضَةٌ فِي تَكلِيفِ الْكُفَّارِ بِالْفُرُوعِ، وَالظَّاهِرُ الْوُقُوعُ. لَنَا: لَوْ كَانَ

فقالو (١): إنه غير مكلّف بها؛ لفقدان الشَّرْط.

وتابعهم من أصحابنا الشَّيخ أبو حامد الإسفراييني.

ثم منهم من منع ذلك عقلًا، ومنهم من منعه سمعًا.

ونحن جرينا على أصلنا في انتفاء القطع بعدم الاشْتِرَاطِ.

"والظَّاهر وقوعه"، وعليه الجمهور.

وقيل: تتعلَّق بهم النَّوَاهي دون الأوامر، وهي أوجه لأصحابنا.

ومنهم من قال: لا خلاف في تعلُّق النَّوَاهي بهم، إنما الخلافُ في الأوامر.

وقيل: المرتدّ مكلّف دون غيره.

وقيل: هم مكلّفون بما عدا الجِهَاد (٢)، لامتناع قتالهم أنفسهم - والخلافُ جَارٍ في خطاب


= الأصول ص ١٧٩، ومنهاج العقول للبدخشي ١/ ٢٠٣، والتحصيل من المحصول للأرموي ١/ ٣٢١، والمنخول للغزالي ص ٣١، والإبهاج لابن السبكي ١/ ١٧٧، والآيات البينات لابن قاسم العبادي ١/ ٢٨٥، وتخريج الفروع على الأصول للزنجاني ص ٩٨، وكشف الأسرار للنسفي ١/ ١٣٧، وشرح التلويح على التوضيح لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ١/ ٢١٣، ونسمات الأسحار لابن عابدين ص ٦٠، وميزان الأصول للسمرقندي ١/ ٣٠٤.
(١) في ح: وقالوا.
(٢) الجهاد في اللغة: المبالغة واستفراغ الوسع في الشيء، مشتق من الجهد يقال: جهد الرجل في كذا: أي جدّ فيه وبالغ، ويقال: اجهد جهدك: أي ابلغ غابتك، ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ أي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها. وهذا من المعاني الحقيقية لمادة الجهاد، ومن المعاني المجازيّة قول العرب: "سقاه لبنًا مجهودًا، وهو الذي أخرج زبده أو أكثر ماؤة" ويقال: أجهد فيه الشيب: إذا كثر. هذا معناه في اللغة، ثم خص عند الفقهاء.
فالحنفية يرون بأنه: بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله تعالى بالنفس، والمال، واللسان أو غير ذلك أو المبالغة في ذلك.
والشافعية بأنه: المتلقى تفسيره في سيرته .
والمالكية بأنه: قتال مسلم كافرًا غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله تعالى، أو حضوره له، أو دخوله أرضه له. =

<<  <  ج: ص:  >  >>