للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملازمة الاشتغال بالفقه والأصول والعربية حتى مهر وهو شاب" (١).

وقال السيوطي: "ولازم الاشتغال بالفنون على أبيه وغيره حتى مهر وهو شاب" (٢).

وقال ابن العماد: "واشتغل على والده وغيره، وقرأ على الحافظ المزي، ولازم الذهبي، وتخرج به، وطلب بنفسه … " (٣).

ومن عناية والده به أنه كان يرسل به ليسمع الحديث من المحدثين وهو حدث صغير، ومثال ذلك ما ذكره عن نفسه في الطبقات قال: " … وأخبرناه صالح بن مختار بن صالح بن أبي الفوارس الأُشْنَوِيُّ قراءة عليه وأنا أسمع في الخامسة بقبة الشَّافعي " (٤).

وقال في موضع آخر: " … وأخبرنا أحمد بن علي الجزري بقراءتي عليه مرة، وقراءة عليه وأنا أسمع أخرى، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إِسماعيل بن أحمد خطيب مَرْدا حضورًا في الخامسة … " (٥).

وفي موضع ثالث: "أخبرنا أبو الحسن علي بن الإِمام أبي الظَّاهر إِسماعيل بن إِبراهيم بن عبد الرحمن بن قريش المخزومي، قراءة عليه وأنا حاضر أسمع في الرابعة … " (٦).

وكما دفع الشيخ تقي الدين ابنه في طلب العلم في هذه السن المبكرة، إِلا أنه - إِضافة إِلى هذا - اختار له مشايخه، ودعاه لملازمتهم والأخذ منهم:

وفي ترجمة الحافظ المزي قال التاج: "وكنت أنا كثير الملازمة للذهبي، أمضي إِليه في كل يوم مرتين، بكرة والعصر، وأما المزي فما كنت أمضي إِليه غير مرتين في الأسبوع، وكان سبب ذلك أن الذهبي كان كثير الملاطفة لي والمحبة فيّ، بحيث يعرف من عرف حالي معه أنه لم يكن يحب أحدًا كمحبته في، وكنت أنا شابًا، فيقع ذلك مني موقعًا عظيمًا، وأما المزي فكان رجلًا عبوسًا مهيبًا.


(١) الدرر الكامنة ٢/ ٤٢٥.
(٢) حسن المحاضرة ١/ ٣٢٨.
(٣) شذرات الذهب ٦/ ٢٢١.
(٤) طبقات الشَّافعية الكبرى ١/ ١٠٦.
(٥) طبقات الشَّافعية الكبرى ١/ ١٤٨.
(٦) المصدر نفسه ١/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>