للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِنْ سُلِّمَ فَاسْتَغْنَى لِكَوْنِهِ مُسْتَمِرًّا أَوْ كَانَ الْأَمْرَانِ سَائِغَيْنِ.

أما المعجزات فلغرابتها، وأما الإقامة والحَجّ [والبَسْمَلَةُ؛ فلأنه تشريع في أمر عظيم، وقد كانت الإقامة] (١) والبَسْمَلَةُ تتكرّر في اليوم واللَّيلة خمس مرات.

"وأجيب بأن كلام عيسى ، إن كان بحَضْرَة خلق" كثير، "فقد نقل (٢) قطعًا"، وإن لم يكن فلا [يرد نقضًا] (٣)، "وكذلك غيره مما ذكر" من المُعْجزات، "واستغنى عن الاستمرار" في نقله تواترًا "بالقرآن الذي هو أشهرها".

فلما كان القُرْآن كافيًا في الإعجاز، لم تتوفّر الدواعي بعده على نقل غيره.

"وأما الفروع" الَّتي هي إفراد الإقامة، وإفراد الحج، وترك البَسْمَلة "فليس من ذلك"؛ إذ الدواعي إنما تتوفّر فيما يستغرق، أو يكون قاعدة كلّية لا مسألة فروعية.

"وإن سلم" توفّر الدَّوَاعي على نقلها أيضًا، "فاستغنى" عن نقلها بالتواتر؛ "لكونه مستمرًّا" في الأيام والأعوام، "أو كان الأمران [سائغين] " (٤) فلم يتواتر لذلك، وهذا أوجه، وإلا فاستمرارها في الأيام والأعوام لعلَّة السَّبب في طلب نقلها متواترًا.

والصَّحيح عندي في الجواب: الالتزام أن الانشقاق والحَنِين متواتر.

وأما الانشقاق فمنصوص في القرآن مرويّ في "الصحيحين"، وغيرهما من طرق من حديث


= يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية، فقال لها رسول الله : "إن تركتك ترجعين؟ " قالت: نعم. وإلا عذبني الله عذاب العَشَّار. فأطلقها رسول الله . فلم تلبث أن جاءت تلمظ، فشدّها رسول الله إلى الخباء وأقبل الأعرابي ومعه قربة، فقال رسول الله : أتبيعها مني؟ فقال: هي لك يا رسول الله قال: فأطلقها رسول الله . قال زيد بن أرقم: وأنا والله رأيتها تسيح في البر وهي تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. هذا الحديث متنه فيه نكارة، وسنده ضعيف؛ فإن شيخ الفلاس يعلى بن إبراهيم الغزال لا يعرف، وشيخه الهيثم بن جماز قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل والنسائي: متروك الحديث.
وقد روى حديث الغزالة من حديث عطية عن أبي سعيد، ومن حديث رجل من الأنصار. وذكره عياض في الشفاء ١/ ٤٤١ عن أم سلمة بلا إسناد.
(١) سقط في ح.
(٢) في حاشية ج: قوله: فقد نقل قطعًا. أي فقد وجب أن ينقلوه.
(٣) في ب: يراد نقصًا.
(٤) في ب: شائعين، وفي ح: سابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>