الخليفة الرابع هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو الذي تتولاه الرافضة، وتدعي أنه الخليفة الأول، وأن الخلفاء قبله مغتصبون، أما أهل السنة فيقولون: إنه آلت إليه الخلافة بعد قتل عثمان، فإن عثمان رضي الله عنه اتهم في آخر خلافته باتهامات لا أساس لها، وكان من نهايتها أن ثار عليه ثوّار كثير من العراق ومن مصر، واجتمعوا، وحاصروه إلى أن آل الأمر بقتله رضي الله عنه مظلوماً، ولما قتل لم يكن هناك أولى بالخلافة من علي، فهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قريبه، وهو صهره زوج ابنته، وهو أبو الحسنين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله فضائل كثيرة، حتى كان لا ينافس.
وذكروا من فضائله أنه لما خالفه معاوية ولم يبايعه، واستقر معاوية في الشام، وعلي في العراق، كتب إليه معاوية كتاباً يذكر فيه فضائله، أنه كاتب الوحي، وأنه خال المؤمنين، أي: أخو أم المؤمنين التي هي أم حبيبة، وأنه الذي جاهد وفتح الفتوح، ونحو ذلك من فضائله، فذكر ابن كثير في تاريخه أن علياً رضي الله عنه قال: يفخر علي ابن فلانة، ثم أمر أن تكتب أبيات يذكر فيها فضائله يقول فيها: محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد زوجي وعرسي مسوق لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي سبقتكم إلى الإسلام طراً صغيراً ما بلغت أوان حلمي ولا شك أن له فضائل صحيحة، ولكن الرافضة زادت، وجعلت له فضائل أكثر من هذا، حتى رفعوه عن طوره، وأعطوه ما لا يستحقه، ووصفوه بصفات أكبر من صفة النبوة، وجعلوا له مكانة تفضله على مكانة الخلفاء قبله، بل ورفعوه إلى مكانة النبوة! وأما أهل السنة فاعتدلوا فلم يصفوه إلا بالصفات التي وردت له، وبالفضائل الثابتة الصحيحة التي تميّز بها.