وسرد الشارح بعضاً منها، وأوضحها حديث جرير، يقول صلى الله عليه وسلم:(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر) وفي رواية: (كما ترون القمر ليلة البدر) ، والقمر ليلة البدر من أوضح ما يُرى، وفي بعض الروايات:(أنه نظر إلى القمر ليلة أربع عشرة وقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته) أي: لا يلحقكم ضيم ولا ضرر.
أو لا تتضامُّون ينضم بعضكم إلى بعض، بل ترونه بأماكنكم ولو كنتم على وجه الأرض، ولو كنتم في أقطار البلاد ترونه كما يشاء أحدكم.
وفي بعض الروايات أنه قال:(فإن استطعتم ألَّا تُغْلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وصلاةٍ قبل غروبها فافعلوا) ، والمراد بهاتين الصلاتين الفجر والعصر، وخصهما بالمحافظة عليهما لأن الرؤية لخواص المؤمنين تكون بكرةً وعشياً، فقد ورد أن خواص المؤمنين في الجنة يرون ربهم في أول النهار وفي آخره، وأن عوامهم سيرونه في كل أسبوع في مثل يوم الجمعة، ويسمى يومُ الجمعة يومَ المزيد، حيث يزورون ربهم ويتجلى لهم، ويكون الذين يتقدمون إلى صلاة الجمعة هم أقرب وهم أولى بأن يقدَّموا، فيدل ذلك على فضل التقدم لصلاة الجمعة، وأن ذلك يكون أكثر ثواباً وأبقى وأقدم رؤية وأكثر نعيماً.