طلوع الشمس من مغربها استدل عليه بقول الله تعالى في آخر سورة الأنعام:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}[الأنعام:١٥٨] قيل: إن هذه الآية التي إذا أتت لم ينفع أحداً إيمانه إذا لم يكن مؤمناً: طلوع الشمس من المغرب، وإذا طلعت يقول الناس: آمنا، فلا ينفعهم حينئذٍ إيمانهم، وفي ذلك الوقت يقرب انتهاء الحياة الدنيا، وتقرب قيام الساعة، وهذه علامة من العلامات، وقد استوفى أدلتها ابن كثير في آخر تاريخه في النهاية، وكذلك غيره ممن كتبوا في أشراط الساعة، وأنكرها في هذه الأزمنة من أنكر كثيراً من الغيبيات، وادعوا أنه لا يمكن أن تطلع الشمس من المغرب، فإن العادة جارية بأن الشمس تطلع من جهة مشرقها، ولا يتغير هذا الكون إلا تغيراً كلياً، وهذا على قول من يقول: إن الشمس ثابتة وإن الأرض هي المتحركة، ولكن هذا أيضاً يرد عليهم، والدليل الواضح يدل على أن الشمس تطلع من مغربها، وأن الناس إذا رأوا ذلك آمنوا، وحينئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.