الرافضة أصولهم أربعة: التوحيد والعدل -وهما كما تقدم عند المعتزلة- والإمامة -وهي أصل من أصولهم- والرسالة.
أما الإمامة فهي عندهم من أقوى أركان دينهم، والذي لا يؤمن بالإمامة لأهل البيت لا يكون مؤمناً ولا مسلماً، ولا يقبل منه إسلام ولا دين ولا أعمال صالحة.
ويجعلون الأئمة اثني عشر، وليس لهم أئمة إلى هذا اليوم؛ لأن الإمامة عندهم قد انقطعت منذ سنة مائتين وخمسين للهجرة، ليس لهم إمام، إمامهم الثاني عشر ينتظرونه إلى اليوم، ويسمونه: المهدي المنتظر الذي دخل سرداب سامراء، وفي كل ليلة يوقفون فرساً عند طرف ذلك السرداب في ذلك النهر، ويصيحون طوال ليلهم: اخرج يامولانا، اخرج يامولانا، ولا يجيبهم أحد طوال هذه القرون، هذا معتقدهم.
الإمامة عندهم محصورة في الأئمة الاثني عشر من أهل البيت، يؤمنون بأنهم هم الأئمة، وأنه ليس للناس إمام، وأنه لا تصح الصلاة إلا خلف إمام معصوم، وأن صلاتهم خلفنا لا تقبل أبداً، وكذلك صلاتهم خلف غير المعصوم.
وعلى كل حال فهي عقائد باطلة يعرف بطلانها بمجرد سماعها.
أما أهل السنة فإنهم يؤمنون بأن واجب المسلمين طاعة ولاة أمورهم، والسمع لهم والطاعة، والصبر على ما يرى منهم من المخالفات أو من المعاصي، ما لم يروا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله تعالى برهان، وعند ذلك يخرجون عن طواعيتهم ولا يدخلون في الديانة لهم.