سمعنا أن أول شيء الحساب، ثم بعده الميزان، ثم بعده الصراط، ثم بعده القنطرة، ثم دخول الجنة، أما أهل النار من الكفار الذين لا حسنات لهم فلا يحاسبون؛ لأنهم لا حسنات لهم، وإذا كان لهم حسنات فإنهم قد استوفوها في الدنيا.
فأول شيء تعرض الأعمال، ويقال: حاسبوا أنفسكم، ثم بعدما يعرفون الحسنات والسيئات تنصب الموازين، فيعرفون خفة الحسنات أو ثقلها، ونحو ذلك، ثم بعد ذلك ينصب الصراط فيسلكونه -هذا إذا كان لهم حسنات وسيئات- فيخدش من يخدش، ويسلم من يسلم.
ثم بعدما يسلمون ويعبرون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار، وهذه القنطرة يحاسبون فيها عن مظالم كانت بينهم، فإذا كان عندك مظلمة جوزيت بها، فيؤخذ من حسناتك، وإذا كان لك حق أخذته، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة؛ لأنه لا يدخل الجنة أحد وفي قلبه غل:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}[الأعراف:٤٣] ، فلا يدخلون الجنة إلا بعد التنقية وبعد التصفية، وبعد أن يكونوا متحابين ليس بينهم إحن ولا بغضاء، ونهايتهم دخول الجنة إلى الأبد.