من فضائله: قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللهَ ورسولَه، ويحبه اللهُ ورسولُه، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيهم يُعطاها، فلما أصبحوا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأُتي به، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، وقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) .
اشتمل هذا الحديث على ثلاث فضائل: الأولى: أنه يحب اللهَ ورسولَه.
الثانية: أن الله يحبه ورسوله.
الثالثة: أن الله يفتح على يديه.
ولأجل ذلك تطاول إليها كثير من الصحابة حتى قال عمر رضي الله عنه: ما تمنيت الولاية إلا يومئذ، وقد أرسله النبي عليه الصلاة والسلام لما يلي: أولاً: لقرابته منه.
ثانياً: لِما عُرف عنه من الشجاعة والقوة والإقدام.
ثالثاً: ليظهر آثار ذلك بالفتح على يديه.
فله هذه الفضائل، مع أنها حاصلة لغيره أيضاً، فإن الصحابة رضي الله عنهم بل وجميع المؤمنين بل ونحن إن شاء الله جميعاً نحب الله ورسوله، ونرجو أن نلقى ثواب هذه المحبة، ونحب أولياء الله ومنهم الصحابة رضي الله عنهم، وهذه فضائل لـ علي، ولغيره من الصحابة.