قرأنا في (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب في حديث السبعين أنهم: (لا يرقون) ، وقرأنا في (زاد المعاد) لـ ابن القيم أن الرسول صلى الله عليه وسلم رقى أحد أصحابه وقال بعض الأدعية، فهل فعله صلى الله عليه وسلم نسخ لما ورد في الحديث، أم أنه من الأفعال الخاصة به؟
الجواب
أنا قرأت كتاب التوحيد ولم أجد فيه هذه الكلمة، وهي كلمة (لا يرقون) ، وهذا السائل إذا كان قد وجدها فيمكن أن هذه نسخة غير معتمدة، والرواية التي قرأناها في كتاب التوحيد فيها (لا يسترقون) ، في قوله صلى الله عليه وسلم:(هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون) ، وإذا كان في بعض النسخ (لا يرقون) فيمكن أنها أخذت من رواية ضعيفة؛ وذلك لأن الحديث موجود في الصحيحين في بعض رواياته:(لا يرقون ولا يسترقون) ، ولكن صحح العلماء أن كلمة:(لا يرقون) خطأ من بعض الرواة، وأن الصواب (لا يسترقون) .
فكونك ترقي غيرك وتنفع غيرك لا مضرة عليك في ذلك وقد نفعت غيرك، وأما كونك تطلب من غيرك أن يرقيك فإن ذلك دليل على ضعف التوحيد، ودليل على أنك ما وثقت بالتوكل على الله، والراقي يجوز أن يرقي غيره، ولكن يكره له أن يطلب من يرقيه.