هذا الحديث فيه أن أهل البيت هم بنو هاشم، وفيه شهادة زيد بن أرقم أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، وتسمعون الرافضة دائماً يقولون: نحن نوالي أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، أتعيبوننا لأننا نحب أهل بيته؟ إنما ذنبنا عندكم أننا أحببنا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذنب من أحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟! ويدندنون دائماً بأنهم يحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فنقول: كذبوا، أهل بيته صلى الله عليه وسلم يدخل فيهم نساؤه، وهم يعادون أغلب نسائه أشد العداوة، وأهل بيته يدخل فيهم عمه وبنو عمه آل العباس، وهم يعادون العباسيين وذريتهم، وأهل بيته يدخل فيهم كل أقاربه من بني هاشم حتى ذرية أبي لهب، وإن كان أبو لهب وأبو طالب ماتا كافرين، لكن ذريتهما من بني هاشم من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الرافضة تتبرأ منهم، ولا تخص إلا علياً وبعض ذريته، بعضهم وليس كلهم، فمثلاً: ابن الحنفية لا يجعلون له ولاية، وإن كان من ذرية علي، فعندهم أن أهل بيته هم علي وولداه وذريتهما فقط، أين نساؤه؟! ألسن هن في بيوته صلى الله عليه وسلم؟! يقول الله تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[الأحزاب:٣٣] ، فهذه البيوت هي بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أنزلهن فيها، والله تعالى يقول:{لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}[الأحزاب:٥٣] فهل كان له بيوت خاصة ليس فيها أزواجه؟! لم يكن له إلا بيوت أزواجه، إذاً: فبيت النبي صلى الله عليه وسلم وبيوته هي التي أنزل فيها نساءه، فنساؤه من أهل بيته، ولا ننكر أن فاطمة من أهل بيته، ولا ننكر أن ابنته زينب امرأة أبي العاص من أهل بيته، فهي ابنته ولها ذرية، ولا ننكر أن رقية وأم كلثوم اللتين تزوجهما عثمان من أهل بيته، فهما بنتاه، ولكن لا تعترف الرافضة إلا بـ فاطمة فقط وأولادها، أليس هذا هو الغلط؟! أليس هذا هو الخطأ؟! نقول بعد ذلك: حق الصحابة وأمهات المؤمنين على جميع المؤمنين الترضي عنهم، ومحبتهم، والاعتراف بحقهم، والاعتراف بفضلهم، ونقول: إن من أحب الصحابة ومن أحب أمهات المؤمنين فهو -كما يقول الشارح:- بريء من النفاق، ومن أبغضهم ففي قلبه نفاق.