العدل عند المعتزلة هو إنكار القدرة العامة، يقولون: إن الله لا يقدر على خلق أفعال العباد، كيف يخلقها ثم يعذب العصاة، ويثيب المطيعين، وهو الذي خلق حركات هؤلاء وحركات هؤلاء.
وقد تقدم الكلام على القدر وذكرنا أن الله هو الذي خلق أفعال العباد، ولكنه سبحانه مع خلقه للعبد وعمله قد أعطى العباد قدرة خاصة، يتمكنون بها من مزاولة أعمالهم، وبها تنسب إليهم، فيقال: هذا هو المؤمن، وهذا هو الكافر، وهذا هو البر، وهذا هو الفاجر، وهذا هو المصلي، وهذا هو التارك للصلاة، وهذا هو المزكي، وهذا هو البخيل، تنسب لهم أعمالهم، ويثابون على حسنها، ويعاقبون على سيئها، وإن كانت مخلوقةً لله تعالى.
أما المعتزلة فيقولون: إذا أثبتنا أن الله هو الذي خلقها فكيف يعذب عليها؟! بل ننفي خلقها ونقول: لم يخلقها الله، ولا يقدر الله على ذلك، وليس لله قدرة على أفعال العباد، وليس الله عندهم على كل شيء قدير، وقدرة العبد عندهم تغلب قدرة الله، تعالى الله عن قولهم، وعندهم أنه لا يقدر أن يهدي من يشاء، ولا يضل من يشاء، ولا يعطي من يشاء، ولا يمنع من يشاء، كل هذا عندهم يسمونه عدلاً، هذا معتقد باطل.