قد عرفنا أن من أركان الإيمان: الإيمان باليوم الآخر -وهو يوم القيامة-، وسمي باليوم الآخر؛ لأنه ليس بعده يوم، وتلك الدار تسمى الدار الآخرة، فاليوم الأول هو الدنيا، وهي تعتبر كأنها يوم، ثم اليوم الآخر هو ما يكون بعد البعث، فعندنا يومان: الدنيا يوم، والآخرة يوم، والدنيا سميت بذلك لأنها دنية أو دانية، والآخرة سميت بذلك لأنها متأخرة عن هذه الدنيا، أو لأنها آخر ما يمر به الإنسان، وليس بعدها يوم، بل هي مستمرة دائماً وأبداً، وأول ما يكون في اليوم الآخر هو البعث، الذي هو إعادة الناس وإحياؤهم بعد تفرق أشلائهم وأجزائهم، وبعد صيرورتهم تراباً ورفاتاً، هذا أول ما يكون في ذلك اليوم.