والواقع يشهد بفائدة الدعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل مرة وهو على المنبر أن يدعو الله تعالى بالغيث، رفع يديه وقال:(اللهم أغثنا) مرتين أو ثلاثاً فاستجاب الله دعاءه فنزل المطر في ذلك اليوم، واستمر نزوله أسبوعاً، وفي الجمعة الثانية دعا بقوله:(اللهم حوالينا ولا علينا) ، فانفرجت السماء وصارت كالإكليل استجابة لدعوته، فدل على أنه يؤثر بالدعاء، سيما إذا كان مستجاب الدعوة وهو الذي تتم فيه الصفات التي يكون بها أهلاً لأن تجاب دعوته، فيأتي بشروط إجابة الدعوة، فإن للدعاء شروطاً مذكورة في الكتب المطولة، وقد جمع العلماء ما وصلهم أو ما صح عندهم من الأدعية، ففي صحيح البخاري كتاب اسمه: كتاب الدعوات أورد فيه كثيراً من الأدعية المرفوعة، سواءً كانت تتعلق بأمور الدنيا أو بأمور الآخرة، مثل: سؤال الجنة والنجاة من النار، وسؤال الخير ومحو الشر وأشباه ذلك, والتحفظ مثل: الاستعاذة من الشرور ونحوها.
كذلك في صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء جمع فيه أدعية كثيرة، وأفردت الأدعية أيضاً بكتب من أوسعها كتاب الدعاء للبيهقي مطبوع في ثلاثة مجلدات، وإن كانت فيه مقدمة طويلة وفهارس ,لكن فيه أدعية كثيرة، واهتم بذلك العلماء متقدمهم ومتأخرهم، وكل أفرد ما يسر الله أن يطلع عليه وما عَنّ له من الأدعية، ولا شك أن ذلك دليل على إجابة الدعاء.