كذلك المرتبة الثانية وهي مرتبة التكلم والإخبار، أنت إذا شهدت بالتوحيد واعتقدته بقلبك فلا تسكت على ما في نفسك، بل عليك أن تخبر بما تقوله وبما تعتقده، فتخبر الناس بأنك على يقين بهذا التوحيد، وأنك على عقيدة راسخة ومعرفة تامة لما تعتقده، من إلهية الله وحده ومن استحقاقه لصفات الكمال وللأسماء الحسنى والصفات العلا، فالتكلم يسمى شهادة.
فإن هذه الآية في المشركين:{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}[الزخرف:١٩] هم ما قالوا: نشهد أن الملائكة بنات الله، وإنما تكلموا فيما بينهم، فلذلك قال تعالى:{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا}[الزخرف:١٩] يعني: تكلموا فيما بينهم وقالوا: الملائكة إناث الملائكة بنات الله، فجعل ذلك شهادة فقال:{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}[الزخرف:١٩] هذا سبب تسميتها شهادة؛ لأنهم تكلموا بها.