دين الإسلام وسط بين الأديان كلها، فهو الوسط بين دين اليهود ودين النصارى، فدين اليهود فيه تشدد، ودين النصارى فيه توسع وتفريط، والإسلام جاء بالتوسط بينهما، اليهود يشددون في بعض الأشياء، والنصارى يتساهلون في كثير منها، والأمثلة على ذلك واضحة.
كذلك أيضاً الدين الإسلامي وسط بين الغلو والتقصير، فليس فيه غلو بحيث يكلف أهله ويشق عليهم، وليس فيه تقصير بحيث يكون فيه نقص أو خلل في أية عبادة.
فالطهارة التي هي من العبادات لا يجب فيها التشدد والدلك الشديد، وتكرار الغسل، وتكرار صب الماء، فهذا غلو، ولا يجزئ فيها مسح الأعضاء مسحاً، أو غسلها غسلاً خفيفاً لا يبلغ أن تبتل البشرة، فهذا تقصير، بل الوسط بين ذلك.